05 أكتوبر 2025
تسجيلبينما كانت "كيتي" في طريق عودتها لمنزلها في نيويورك، هاجمها أحد المجرمين فبدأت بالصراخ طلباً للنجدة، سمع الكثيرون أصوات استغاثتها، ولكن لم يتحرك أحد منهم لمساعدتها، ولا حتى بالاتصال بالشرطة، مما أتاح للمجرم إكمال جريمته وقتل الفتاة. أثارت هذه الحادثة حفيظة المجتمع، وتساءلوا عن سبب عدم استجابة الناس لنداءات الاستغاثة، فقام باحثون في علم النفس الاجتماعي بدراسة هذه الظاهرة وإثباتها، وأسموها "تأثير المتفرج Bystander Effect". في إحدى التجارب، تم تصوير ردود فعل الأشخاص وهم في غرفة الانتظار عندما يشاهدون دخاناً يخرج من إحدى الغرف، فوجدوا أن الأشخاص يتصرفون بشكل أفضل عندما يكونون بمفردهم، بينما عندما يكونون في مجموعات فغالبيتهم ينتظر لفترة ليستطلع ردود فعل الآخرين، وغالباً لن يقوم بأي تصرف تحت الضغط النفسي الذي يشعره في وجود مجموعة صامتة. ولعل من المواقف التي مرت عليك عندما يصيح جرس الإنذار للحريق، فيبدأ الناس بالنظر لمن حولهم، وبالرغم من أنهم يدركون تماماً ما الذي ينبغي فعله، ولكن بدلاً من المبادرة بالتوجه للمخرج، يحدق كل منهم في الآخر وكأنهم ينتظرون التأكيد من الآخرين. من أهم أسباب هذه الظاهرة هو الشعور بتوزيع وانتشار المسؤولية بين جموع الناس، وأن هناك شخصا آخر سيتولى المسؤولية بشكل أفضل، وبالتالي فشعور الشخص بالمسؤولية للمبادرة تجاه الحدث يقل بشكل كبير، بل ويكاد يختفي. ومن الأسباب كذلك عدم رغبة الشخص بالإتيان بفعل قد لا يتقبله الآخرون، لذلك فهو يفترض متوهماً بأن الجلوس ساكناً هو الفعل المناسب في هذا الموقف. أضف لذلك أن الكثيرين ينأون بأنفسهم عن التورط في مشاكل الآخرين. احذر من الوقوع في هذا الفخ، وكن مبادراً بالقيام بالفعل المناسب، بغض النظر عما يفعله الآخرون من حولك، وسيتبعك بقية المتفرجين. @khalid606