05 أكتوبر 2025

تسجيل

اُقتـل الإشـاعة وكُـن مـن المهـذبيــن !

10 مارس 2021

اسمحوا لي أن أسألكم سؤالا قد يبدو لكم غريبا أو غبيا لا يهم، ولكني بت في حاجة لمن يجيب عنه بمنتهى الوضوح والشفافية وهو: هل منكم من يريد إنهاء عصر كورونا الذي يمتد لعام آخر أم منكم أيضا من أعجبته فكرة التعايش مع هذا الفيروس وحياة الكمامة والتباعد والعدوى والإصابات وفي أغلب الأحيان الوفاة بسبب عدوى هذا الوباء؟!. أخبرتكم أن منكم من سوف يرى هذا السؤال غريبا أو غبيا، وأخبرتكم أيضا بأن كل ما ستقولونه في هذا الشأن ليس مهما بالنسبة لرغبتي الملحة في الجواب، لأنني فعلا بت أميل للخيار الثاني من الجواب المحتمل لسؤالي هذا وهو أن هناك من بات يهمه أن يبقى هذا الوباء للأبد، وأن نتعايش معه وكأنه أنفلونزا يصيبني ثم يغادرني ليصيب غيري. وهكذا بل إن هذا الحالم لم يتوقف عند رغبته المريضة هذه بل تعداها إلى تحذير الناس من أخذ اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا دون أساس علمي وبدون تثقيف طبي ليدعم به دعوته تلك ويسير وراء إشاعات غير مثبتة عن خطورة هذه اللقاحات ويشيع ذلك في محيطه ويتجاوزه إلى التغريد والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يقدم دليلا واحدا على ما يقول، ولكن يسير هو وغيره وراء الشائعات التي من شأنها أن تهدم كل مجهودات الدولة القائمة على تطعيم كل فئات الشعب بحسب أعمارهم المسموحة لأخذ هذه اللقاحات المكلفة، والتي أخذت الدولة على عاتقها شراءها وتنظيم فترات قياسية من العام ليتم تطعيم جميع المواطنين والمقيمين مع الأخذ في الاعتبار الحالات المرضية والعمرية، والتي لها أولوية في التطعيم. فمن أنت يا هذا لتزيد من حذر الناس في اللقاح وتحيله إلى خوف ورعب وسرد قصص الموت الواهية والوهمية لناس ماتوا فور تلقيهم الجرعات الأولى منه دون أن يشكوا من أي عوارض مسبقة؟! من أنت لتهدم كل التطمينات التي تشيعها وزارة الصحة لدينا وينشرها أكفأ الأطباء المختصين بالأمراض الانتقالية والمعدية هنا في قطر والعالم في إيجابية التلقيح على صحة البشر وأولويته للذين يعانون من أمراض مزمنة ويزيدها الفيروس خطورة على صحة الفرد وبإذن الله سيسهم اللقاح من تخفيف كل الأعراض المحتملة؟!. فإن كنت ممتنعا عن أخذ اللقاح لأسباب أنت مقتنع بها وتراها أسبابا يعتد بها في نظرك لكنها لا تقوم على وقائع علمية وأدلة ملموسة فالأفضل أن تحتفظ بها لنفسك وألا تزعج الآخرين بها، لأن كل ما تفعله يسهم أولا في نشر الشائعات غير القائمة على أي دلائل علمية مثبتة في مجال اللقاحات المكتشفة حتى الآن للتصدي لهذا الفيروس، كما أنه يثبط كل الجهود التي تحاول الدولة من خلالها أن تشيع جو الاطمئنان على الشعب، وأنها تقوم بكل ما تيسر لها من توفير كل ما من شأنه التقليل من خطورة هذا الفيروس الذي حصد ما يزيد عن مليونين ونصف من حياة البشر على مستوى العالم ككل، ويمكن أن يتضاعف إذا استمر مثلك وغيرك في إثارة هلع البشر من أن اللقاحات غير ناجعة، لا سيما وأن اكتشافها جاء في مدة يسيرة مقارنة بعمر الفيروس الذي تجاوز العام بأشهر قليلة، وتناسيتم أن العلم قادر على أن يحل المشكلات إن وجد من يمتلكه بصورة احترافية وأن الحاجة أولا وأخيرا أم الاختراع، ولذا يجب أن نشد من أزر هذه الحكومة التي تبذل كل ما في وسعها لتوفير هذا اللقاح الذي يخرج اليوم على أكثر من شكل وفاعلية، وألا نستمر في نشر المخاوف بين الناس في أحوج الظروف لمن يجنبهم معايشتها بالصورة المؤلمة التي تأتي على شكل قصص الموت لأشخاص انتقلوا إلى رحمة الله بمجرد تلقيهم اللقاحات، ولنعلم بأن الكلمة أمانة أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا، وألا نكون مثل الإمعة الذين يرددون ما يقوله العوام دون دراية ومعرفة، ولنسهم ولو قليلا في شكر وزارات ومؤسسات هذه الدولة لا سيما وزارة الصحة والصفوف الأمامية من كوادر الأطباء والتمريض والاختصاصيين والمختبرات الطبية على جهودهم التي لا يريدون عليها ثناء ولا شكورا، ولكن صمتنا عن ترديد ما يقوله الجهلاء هو شكر مهذب فكونوا من المهذبين!. ‏[email protected] ‏@ebtesam777