13 سبتمبر 2025
تسجيليقولون والعهدة على الأمم المتحدة إن الثامن من مارس من كل عام هو يوم المرأة العالمي، ويقال أيضاً انه في هذا اليوم تشيد المرأة به وإنها يجب أن تكون فيه قد أخذت كل حقوقها المشروعة وتعيش في دعة وراحة لتحتفل في هذا اليوم بما يؤكد مسماه المخصص لها، ولكن - وتباً لحرف الاستدراك هذا – أي امرأة يقصدون أن تحتفل ؟!، هل هي المرأة الفلسطينية التي تعيش منذ ما يقارب قرن من الزمان مأساتها من احتلال غاشم دخيل استوطن بلادها وعاث فيه نهباً وسلباً وقتل شبابه وارتكب مجازره الدموية الإرهابية وشرد شعبه واعتقل رجاله واستباح أرضه وعرضه ويتسابق بنو جلدتها من العرب للتطبيع معه وهضم حقوقها في بلادها وما تحمله من مقدسات هي أولى القبلتين وثاني الحرمين ؟!، أم أنه يجب أن تحتفل المرأة السورية به وهي التي منذ ست سنوات تموت كل يوم ألف مرة ما بين قتل وتشريد ولجوء وتفجير ورصاص وخوف وهروب وبراميل وكيماوي وحرب ؟!، هل ستحتفل به المرأة اليمنية مثلاً وهي التي تقاسي منذ أربع سنوات ويلات عاصفة الهدم التي أحرقت وطنها وحولته إلى مجرد آثار دولة لها حضارتها وتاريخها وعروبتها وأصالتها إلى مجرد أرض لاحتلال إماراتي سعودي ومرتع لغارات التحالف التي تحصد في كل مرة أرواح أطفالها وشبابها وبلحظة واحدة باتت تنافس مثيلاتها في فلسطين وسوريا معنى اللجوء القاسي والتشريد والعيش على فتات الطعام وتسجيل مجاعة اليمن كأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث وتكاد الأمراض والأوبئة تفتك بأطفاله دون رحمة ؟!، فعن أي يوم عالمي للمرأة تقصدون ؟!، هل هو يوم للمرأة العراقية التي تلاقي منذ عام 2002 المُر والحرمان والفقد والموت والجوع وعدم الاستقرار في ظل اهتزاز حكومات بلادها ونخر الطائفية فيها مثلاً ؟!، طيب هل هو للمرأة المصرية التي تعاني منذ ثورة يناير تقلبات الحكم ما بين صندوق انتخابي مهترئ لم يعترف أحد بشرعيته إلى انقلاب دموي ورّث الفقر والجوع والاعتقال والغلاء وحياة الضنك التي تستمر حتى هذه اللحظة ربما ؟!، هل هو لامرأة ليبيا التي لم تلق منذ ثورة أبناء شعبها على القذافي سوى حياة الميليشيات التي تعصف بأرضها ودخول أياد غريبة من الخارج لضرب دعائم استقرار بلادها ؟!، أم تراه اليوم سيكون للمرأة السودانية التي هي اليوم على مشارف ثورة تلقت ضربات البداية فيها باعتقالها وإخفائها قسراً لمجرد أنها نادت بحقها في اختيار من يحكمها بسلمية لا تعترف بها قوات الأمن القمعي في بلادها ؟!، هل هو للجزائرية بلد المليون شهيد التي ترفض اليوم عهداً خامساً لرئيس لم يعد يدري عن أصول الحكم شيئاً ويحاول أذناب حكمه التعلق به رئيساً لتحقيق مصالح لهم عن طريق مناورة الشعب في إعطائه حكماً لمدة سنة ثم الخروج من الباب الخلفي لقصر الرئاسة وهي ترفض بشراسة لا تعجب هذه الأذناب ؟!، للمرأة اللبنانية مثلاً التي عاشت ويلات حرب طاحنة واليوم تتقلب على جمر أهواء حكوماتها التي يرأسها شخص كان منذ أشهر عديدة في قبضة ولي العهد السعودي محتجزاً وكأنه رهينة أو سلعة ؟!، أم أنه بات يوماً للمرأة السعودية التي تعيشه اليوم في خوف ومثلها يقبع في سجون مظلمة تتعرض فيها للتحرشات الجنسية والتعذيب والقهر النفسي والصعق الكهربائي بينما غيرها فرت من جحيم نظام بلادها لتعيش لاجئة قد تمتد لها يد الاختطاف أو القتل غيلة وغدراً لمجرد أنها نادت بحقوقها التي دعت إليها ثم حققها ولي العهد السعودي ليسجن لاحقاً من نادى بها سابقاً ؟!، لمن كان هذا اليوم بالضبط ؟!، أخبرونا لأحتفل معكم وأنا التي يجب أن أكون من ضمن جموع المحتفى بهن باعتباره يوماً لي ولملايين غيري من النساء العربيات اللاتي أشعر بهن وأقرأ وأرى ما يتعرضن له في هذه الظروف السيئة التي تمر بها بلادنا العربية، أخبرونا لنقدم الشكر الجزيل لمطاعم ماكدونالدز التي قلبت حرف الـ M لديها إلى W في إشارة لكلمة Women احتفالاً بهذا اليوم الذي رأه الغرب أنه من حق النساء العربيات اللائي لم يجدن فيه ما يمكن أن يجعلنه يوماً مميزاً لا سيما وأن معظم التظاهرات التي جابت شوارع الغرب هو للمناداة بحقوق العربيات في هذه الدول !، بربكم دعوا هذا اليوم لأهله ودعوا نساء العرب في حالهن !. فاصلة أخيرة: من يرفق بالقوارير ؟! [email protected]