11 سبتمبر 2025
تسجيلقطر والبحرين.. صراع أبديفي مؤتمر التعاون الإسلامي، والذي عقد في أبوظبي على هامش أعمال الدورة 46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قام مدير إدارة المنظمات الدولية، بوزارة الخارجية القطرية، بالتأكيد على أنه "بالرغم من استمرار الحصار غير المشروع المفروض على قطر، والمخالف لكل القيم والمبادئ الإنسانية والقانونية والدينية، وعدم تقديم أي دليل للاتهامات الموجهة ضدها، إلا أنها ما زالت تؤكد أن الحوار دون شروط مسبقة هو الحل الأمثل للأزمة الخليجية". هذه الكلمة أثارت "المبعد" خالد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، والذي، في تصريح لإحدى صحف دول الحصار، جلس يكيل الاتهامات لقطر بأن "قطر جزء من المنطقة حال عودتها إلى الرشد، وإلا فإن لا حاجة إليها". هل هذا الوزير يريد من قطر أن تعود لرشدها وتعطي "شركته" امتيازاً لاستيراد البيتومين "الزفت أو القار" (المادة التي تستخدم في تسوية الطرق والشوارع) إلى قطر؟ أو هل يقصد أن قطر لا حاجة إليها لأنها حرمته من ملايين الريالات التي تدخل في جيبه كل شهر؟ إنني لن أنسى محاولات ذلك الوزير المستميتة لإقناع قطر، وهي تحت الحصار، بمعاودة استيراد البيتومين من "شركته". وأقول لهذا الوزير الأفاق اطمئن بالاً فقطر قامت باستيراد البيتومين من مصادر أخرى. "فإبعادك" عن السوق القطري جلب منفعة للبلاد وليس خسارة، فقطر قامت باستيراد عشر بواخر من نفس المادة بقيمة باخرة واحدة من شركتك. وأضاف ذلك الوزير في تصريحه أيضاً "بأن قطر مسؤولة عن دعم الإرهاب، وضخ الأموال للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتآمر على دول الخليج". فأقول ما عليك شرهة، فأنت من نسل آل سلمان الذين اغتصبوا الحكم من آل عبدالله، والذين قاموا عدة مرات بغزو قطر، يعاونهم في ذلك شيخ أبوظبي، تلك الغزوات التي انتهت بمعركة "الطويلة"، عندما انتصرت قبائل قطر عليكم، وعلى أبوظبي. إن قطر ومواقفها تجاه الإرهاب معروفة لدى دول العالم، وأيضاً لدى الأمم المتحدة، وما نريد شهادة من مدع مثلك. إن علاقة قطر مع جيرانها، وبخاصة مع البحرين والإحساء، علاقة وئام وتصالح حتى أتى اليوم الأغبر عندما انتزع فرع آل سلمان آل خليفة الحكم من فرع آل عبدالله آل خليفة، يعاونهم في ذلك الإنجليز. ومن هنا بدأ الإرهاب يعم المنطقة، وبدأت العلاقة بين أضلع المثلث المسالم (قطر والبحرين والإحساء) تسوء. فإذا كنت يا أيها الوزير تبحث عن الإرهاب فالرجاء رفع المخدة (الوسادة) التي تنام عليها فستجد كمية هائلة من الإرهاب والغدر والمكيدة متكدس تحتها. عرفت قبائل وعوائل قطر بأنهم لم يتخذوا الهجوم على الأبرياء وسيلة للتكسب، كما هو الحال لدى أبوظبي المعروفة بـ " ساحل القراصنة "، أو شيوخ "إمبراطورية" البحرين. ولم تبادر قطر إلى شن أي هجوم على دول الجوار، بل كانت تقوم بأخذ ثأرها لمن ناصبها العداء، وغزا أراضيها. إن قطر وأهلها كانوا صادقين في المعاملة، ولم يغدروا بأي جهة من الجهات، وكل من غدر بأهل قطر فالهزيمة حليفه. ونذكرك بحادثتين، أولاهما ما حدث بعد معركة "الحمرور"، عام 1867، التي انهزم فيها جيش آل خليفة، فما كان من آل خليفة إلا أن قاموا بإرسال رسالة ودية خادعة بدعوة شيخ قطر محمد بن ثاني وولي عهده الشيخ قاسم بن محمد "للتشاور وتجديد الصحبة وإزالة الشبهة". شعر الشيخ قاسم بوجود خديعة فاتفق مع والده بأن يذهب لوحده للبحرين. وما كاد يصل إلى المنامة حتى أُلقي به في السجن غدراً وظلماً. فضجت قبائل قطر على هذا التصرف المشين، وثار الدم في عروق رجالها وأجمعوا أمرهم على مهاجمة البحرين لفك أسر زعيمهم الشاب، ووضعوا الخطة، وركبوا سفنهم قاصدين البحرين. ووقعت معركة "دامسة"، في 1867، التي انتصرت فيها البحرين انتصاراً وهمياً، لأنهم ظنوا أن انسحاب السفن القطرية من أمامهم كان انهزاماً، ولم يدر بخلدهم أنه كان انسحاباً تكتيكياً. فأصاب شيخ البحرين الغرور، فسأل عن أكثر الأماكن تحصناً في قطر فقيل له مدينة الوكرة. فقام شيخ البحرين بالاتصال بشيخ أبوظبي، زعيم قطاع الطرق والقراصنة، يمنيه بسهولة غزو قطر، وتجريدها من خيراتها. ولهذا واصلت سفن البحرين مسيرها وتقابلت مع سفن أبوظبي عند مدينة الوكرة، وقاموا بقصفها. لكن القطريين فاجأوا خصومهم بهجوم كبير، وقامت السفن، التي تظاهرت بالانسحاب سابقاً، بقطع سبل عودة السفن البحرينية لبلادهم، فتمت محاصرتهم والقضاء عليهم، وتم أسر اثنين من كبار آل خليفة، والذين تمت مبادلتهم فيما بعد بالشيخ قاسم. أما الحادثة الثانية حدثت مع العثمانيين، عندما حاول والي البصرة إنشاء دائرة للجمارك في قطر، وفرض الضرائب على التجار، وكذلك فرض الضرائب على بيع اللؤلؤ، وهذه الأمور رفضها الشيخ قاسم لأنها ستؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على المواطنين، فقدم استقالته إلى والي البصرة كقائم مقام. لكن الوالي، الذي اعتبر أن هذه الاستقالة هي نوع من العصيان، رفضها وقرر الذهاب إلى الدوحة بحجة إعادة الأمن في قطر إلى نصابه، ولكن قصد هذا التحرك هو لمعاقبة من عصى أوامره. وعندما وصل إلى الدوحة أرسل إلى الشيخ قاسم يدعوه لمناقشة الأمور معه شخصياً. لكن الشيخ قاسم، الذي انتقل من الدوحة وسكن منطقة الوجبة، شعر بغدر الوالي العثماني، فاعتذر عن عدم الحضور لأمور صحية، وأنه قد أناب عنه أخاه الشيخ أحمد. فما كان من الوالي إلا أن أقدم على اعتقال الشيخ أحمد والمرافقين له، وكان عددهم 16 شخصاً، وحرك قواته اتجاه الوجبة للقبض على الشيخ قاسم، وتقديمه للمحاكمة. فما كان من الشيخ قاسم إلا أن أعد خطة عسكرية يسانده فيها قبائل وعوائل قطر، وتلاحم الجيشان في 1893، فانكسرت القوات وانهزمت وقتل قائدها، بينما هرب والي البصرة عن طريق البحر. سمع السلطان عبدالحميد بما حدث فقام بعزل الوالي الذي ألحق المهانة بالدولة العثمانية، وكرم الشيخ قاسم وتقرب إليه. وفي الختام نقول إن لحم أكتاف الشيخ خالد آل خليفة بني من خير قطر، وأن قطر لم تقصر معه بمنحه ملايين الريالات، ولكن يظل اللئيم لئيماً مهما أحسن الناس إليه، وصدق فيه قول الشاعرة عندما قالت: إذا كان الطباع طباع سوء ** فلا أدب يفيد ولا أديب ولكن سؤالا عندي لم أجد إجابته حتى الآن وهو كيف استطاع هذا الوزير اللئيم والمخادع تأجيل حصار قطر من 23/5/2017 حتى يوم 5/6/2017 لكي يضمن قيامه ببيع قطعة الأرض التي وهبتها له دولة قطر " تم بيع الأرض بمبلغ مالي كبير جدا ". وفي الأخير، وبعد كل هذا الخير والكرم من قطر لمن "لا يستحقه" يقوم هذا الوزير بسب قطر علناً، ويندد بسياساتها، ويتهمها بما ليس فيها. لقد صدق سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع عندما قال عن ذلك الوزير البحريني "هو يعلم أنني أعلم أنه غير صادق". نحن في قطر لا نهاب حصاركم ولا نلقي له بالاً، فلقد علمنا التاريخ أن أهل قطر قادرون على الصمود، وبذل الدماء من أجل بلادهم. وكما فشلتم في محاولاتكم السابقة في المساس بقطر فها هو التاريخ يعيد نفسه ويظهر لنا أن مساعيكم في حصار قطر هي التي فشلت. والله من وراء القصد،، [email protected]