23 سبتمبر 2025
تسجيلالإسلام بين المرتدين والقابضين على الجمرتتجلى عظمة الله في تكريم الإنسان بالعقل ومنهجية التفكير، ومَيَّزَه به عن سائر المخلوقات لاستخدامه في التفكّر فيما ينفعه وما يضرّه، وما يخالف شرع الله وما يبنى وما يهدم.. لعمارة الأرض واستمرارها واستقرارها بما ينفعه في دينه ودنياه، هذا ما تعلمناه وما وعينا عليه، اليوم أين ننشد الاستقرار، وكيف يمتد التعمير والبناء للأرض، وكيف يفكر الإنسان بجمال الكون وعظمة الخالق؟، كل جميل لوث بجبروت الإنسان الحاكم وطغيانه وتحكمه بمقدرات الأرض المال والإنسان، وتجاوزه للقوانين الإلهية التي ذكرها الله في كتابه، صراعات بشرية متتالية مستمرة وهمجية ضحيتها الإنسان لا يصلحها عقل ولا فكر ولا مجادلة، فتحت السجون والمعتقلات ليدّس فيها أصحاب الرأي والفكر وفقد معها الحوار، وجادلهم بالتي هي أحسن، فتحت المشانق أفواهها لتقبض الأرواح وتترك الآلام والآهات في النفوس، أنُفقت المليارات على التسليح وتخزينها واستخدامها لدّك وهدم المدن بمدارسها وطرقها ومبانيها ومساجدها وقتل الإنسان، حرفت شرائع الله حسب أهواء الأنظمة والموالين، فأصبح الفكر ما بين المرتد والقابض على الجمر، ووسط ما يحدث مَنْ الضحية؟! أليس الإنسان الذي أمره الله بعمارة الأرض وأمانتها.. فمن ترك فكره على ضفاف التبعية أعلن إضرابه عن جمال التفضيل، وأعلن عن مساواته بالمخلوقات الحيوانية الأخرى.. وهذا ما يحدث لنا الآن.. … منذ وطأت قدما ترامب الرئيس الأمريكي أرض الخليج كانت نقطة انطلاقة سوداء غيرت مجرى المفاهيم والقيم السائدة، وبدأت مع زيارته الأولى للسعودية واجتماعه بالرؤساء والملوك،، لم يكن حباً ولا مودة، كان يريد الرقص على جراحنا في غياب الفكر وانحراف العقل نحو المصلحة الذاتية، وأهمها الحلم في المحافظة على كرسي الحكم،، أليس كما يقال البقاء للأقوى، ها هو الأقوى قد شرع أجنحته ليحتضن الفكر الخليجي الغائب عن المنظور الواقعي الذي يدس السم في العسل، حاملاً بين أحضانه أهدافاً سياسية ودينية واقتصادية وبخطة مستقبلية دقيقة ومدروسة، وها نحن نرى تبعاتها في الواقع بداية مع الحصار الجائر ضد قطر والتي انطلقت معها الشرارة الأولى في تنفيذ الخطة الأمريكية الجهنمية المعهودة كما في اليمن والعراق وسوريا سابقاً، نسفت من خلالها العقل الخليجي المفكر ليحل محله العقل الأمريكي المدبر، لتنفيذ الخطة الجهنمية للإدارة الأمريكية لتحقق ما يريده المجتمع الأمريكي من زيادة الاستثمارات، وتوفير الملايين من الوظائف وإنعاش صناعة السلاح وتحجيم دور المؤسسات الدينية وزيادة رقعة التطبيع الإسرائيلي، ها هي الأهداف تأخذ مجراها بكل أريحية وفاعلية، تدفع وتيرتها عجلة بعض الأنظمة الخليجية التي لا تفكر إلا بمصالحها وبقائها،، حدثت تغيّرات جمّة على الأيديولوجية الفكرية الخليجية نسفت الأخلاق والقيم وقضت على الثوابت الدينية، ونشرت ظلال التبعية الأمريكية على الفكر والسلوك،،، غاب الفكر عن الجرائم الدمويّة الصهيونية الإنسانية تحت ستار التطبيع والرضا بأبشع مراتب المذلة والهوان، كما غاب التفكر في تجريم القتل والإعدامات السياسية والفكرية والتعذيب والإخفاء القسري الذي ساد في قوانين الأنظمة السياسية الديكتاتورية كما حدث في مصر من وقت قريب، ومعه غاب الحوار وتوارت المجادلة للحفاظ على الكيان الانساني الذي كرَّمه الله، فتحت الأبواب أمام القداس الكاثوليكي برئاسة بابا الفاتيكان على أرض الإمارات تحت أجندة التسامح والتعايش مع الأديان، تسويق الفكر الصوفي من استباحة عرض المسلسلات تحت مسمى تبني الفكر الوسطي كما هو الإتجاه الاماراتي،، دون التفكر بأهدافهم وخطورة انتشار فكرهم على مجتمعاتنا الإسلامية، ناهيك عن الصراعات الإعلامية التي تحولت ساحتها إلى أرض للمعارك الكلامية الكاذبة والسيئة ودفع الآلاف من أجل التسويق في التشنيع ضد الآخر دون التفكير بقوله تعالى: "إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلّ أولئكَ كَانَ عنه مسئولا". ولكن إلى متى نحن في غفلة وسبات عميق؟! وما زلنا لا ندرك أن العقل الذي ميزنا الله به هو المؤشر الذي يدفعنا نحو التفكر والتأمل فيما يحدث لنا وما يخطط ضدنا. [email protected]