17 سبتمبر 2025

تسجيل

في المرتين.. هدم البرج عمداً

10 مارس 2019

عندما تولى بيريز رئاسة الفريق الملكي في الفترة الأولى وجد فريقا ناجحا رياضيا، فقد ورث بيريز فريقا حقق دوري الأبطال مرتين في ثلاث سنوات وقاد الفريق لتحقيق اللقب الأوروبي التاسع، إلا أن المقاول وعلى غير العادة اتضح بأنه يهوى الهدم لا البناء فقرر هدم هذا الفريق بقرارات غريبة لا تعرف المنطق أو كما اسميها " متلازمات المجد الأوروبي ". قرر بيريز عدم التجديد لمدرب الفريق ديل بوسكي الذي كان للتو حقق لقب الدوري وألحقها بقرارات أكثر غرابة مثل التخلي عن اللاعب الذي سماه زيدان "محرك الفريق " كلود ميكاليلي لأجل التعاقد مع الجناح الانجليزي دافيد بيكهام الذي لا حاجة للفريق له وتم اختراع مركز جديد له ليلعب كمحور. وبدأ بتدليل النجوم وجعل لهم الكلمة العليا على المدربين الذي كان يعينهم بشكل عشوائي ليعلن رسميا هدم فريق حقق 3 أبطال في 5 سنوات وتبدأ معاناة الخروج من دور الـ 16 التي دفعت بيريز للاستقالة في 2006. وشاءت الأقدار أن يعود بيريز للملكي في صيف 2009. عاد وأظهر بأنه تعلم من دروس الماضي وبدأ ببناء فريق قوي يعود بالملكي إلى عرش زعامة أوروبا ونجح في ذلك، فـ رأينا الريال يحقق البطولة الحلم وهي دوري الأبطال " العاشرة " لتبدأ بعدها "متلازمات المجد الأوروبي" مرة أخرى وماحدث بعد العاشرة يذكرنا بماحدث بعد التاسعة بدأت الأمور باستقطاب نجم بقيمة خاميس لا حاجة للفريق به فقط لانه برز في مونديال 2014. وسمح برحيل محرك الفريق وقتها ألونسو في آخر أيام السوق وقام بإعطاء النجوم صلاحيات أكبر ليتسبب استبدال بيل في مباراة فالنسيا بإقالة انشيلوتي ومازاد الأمر سوءا هو تعيين مدرب كان بعيدا عن حسابات الأندية الكبيرة وهو رافا بينيتيز والذي تمت إقالته بعد 6 أشهر من تعيينه. الأحداث كانت تقود بيريز إلى نفس النفق المظلم الذي دخل فيه الفريق بعد التاسعة إلا أن الرهان الأخير " زيدان " هو من أنقذ رأس بيريز بقيادة الفريق للمجد الأوروبي الأعظم في التاريخ الحديث ليحقق دوري الأبطال ثلاث مرات متتالية كأول ناد أوروبي يفعل ذلك في النسخة الجديدة من البطولة. ومع كل بطولة حققها زيدان كانت تشدد أعراض المتلازمات لدى بيريز، فـ على سبيل المثال بعد أن حقق الفريق اللقب الثاني عشر قام بتفريغ الدكة التي ساهمت في تحقيق ثنائية الدوري والأبطال فقام ببيع بيبي، موراتا، دانييلو واعارة خاميس بدون تعويض ليدخل الفريق الموسم بدون دكة تصنع الفارق. مايحدث الآن للريال شاهدنا الجزء الأول منه في بداية الموسم الماضي فعندما انخفض مستوى رونالدو في بداية الموسم الماضي غاب الريال عن التهديف وفي ظل تذبذب مستوى بنزيما ومزاجية بيل بدأ نزيف النقاط في الليغا ليتوسع الفارق مع برشلونة ويخسر الريال الدوري في شهر ديسمبر ولم ينقذ الموسم إلا فورمة رونالدو الخيالية مع بداية العام الجديد ليقود الفريق للفوز على باريس واليوفي في دوري الأبطال قبل أن يتكفل باقي الزملاء بالمساهمة في الفوز أمام البايرن في نصف النهائي وليفربول في النهائي ليحقق الفريق اللقب الثالث عشر للملكي والثالث على التوالي. إل "أنا" هي محاولة ينسب فيها الشخص النجاحات الجماعية لذاته. بسببها يرتكب حماقات وأخطاء في سبيل إيهام سطحيين المعرفة بذلك، إل "أنا" في كرة القدم معادلة خاسرة تماما. في المرتين كان الجهل سيد المشهد من الشخص ذاته، رونالدو مفتاح النجاح تهميش ذلك وعدم تعويضه ؟ فذلك المسمار الأخير في نعش تخبطاته وانكشاف قراراته المتراكمة.