12 سبتمبر 2025
تسجيلكإحدى العواصم الخليجية، ستشهد الدوحة في بداية الأسبوع القادم واحدة من أهم الحملات المرورية التي تقام على المستوى الخليجي، ضمن أسبوع المرور الخليجي، الذي استوقفني حقيقة نضج الشعار الذي تم الاتفاق عليه وهو (قرارك.. يحدد مصيرك) وتأتي أهمية هذا الشعار مع رائحة الموت التي أزكمت الأنوف على المستوى القطري خاصة والخليج عامة!! بالفعل إن المسؤولية مشتركة وأرى أنها تقع على المجتمع أكثر من وقوعها على إدارة المرور.. ذلك أن المرور يقع عليه الدور التنظيمي والتوعوي وتطبيق القانون، وإدارة المرور تعمل على ذلك بالفعل وبجديّة، والكمال لله فقط، وهناك أمور قد تتخطى صلاحياتها وقدراتها أحيانا. ولكن الأهم هنا وعي السائق بأهمية حياته وأنه الثروة الحقيقية للوطن وإدراك أولياء الأمور لأهمية حياة أبنائهم وأنهم أمانة في أعناقهم وأن الموت لا يفرق بين الناس. أعجب من أولئك الذين يحرصون على إنهاء حياتهم بسبب نزوة طائشة وبطولة تفطرالقلوب عليها ألماً وحسرة، وأعجب من الآباء والأمهات الذين يزفّون أبناءهم الى الموت بكل برود وابتسامة عريضة.. وحجتهم أن هذه رغباتهم وما باليد حيلة. فهل من مسؤولية الدولة أن تربي لهم أبناءهم أيضا.. وإن كانت لا تقصر؟!الذي آمله من حملة المرورالسنوية، ألا تكون احتفالية أكثر منها ثقافية توعوية، وأن تكون ذكية تستخدم فيها الأفكاروالإبداعات وأن تكون مواكبة للشعار الناضج الذي تم اختياره. كفانا موتا واستهتارا وتخليا عن المسؤولية، فالوطن يبكي يوميا حرقةً لفراق أبنائه الذين هم أبناؤنا وفلذات اكبادنا. فليكن هذا هاجسنا، حكومة، من خلال تنفيذ حملات التوعية المحترفة وتطبيق القانون بصرامة، وآباء، بمراعاة ذمتنا في تربية الأبناء وتوجيههم ومحاسبتهم بعد محاسبة أنفسنا.. فالمسألة ليست هينة، فنحن نتحدث عن عاهات وموت وهدم مستقبل وطن .. قضية إن لم نحسن توجيهها والسيطرة عليها، فالكل خسران فيها. ولنكف عن الكلام والتذمر ولوم الغير.. ولنبدأ بأنفسنا آباء وأمهات وأولياء أمور.. أولم يخبرنا النبي، عليه أفضل الصلاة السلام، بأننا كلنا راعون وبأننا مسؤولون عن رعيتنا.. ويا ويل من يفرط بأماناته أمام رب العالمين. باسم الله نبدأ.