18 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل العالم بأكمله في الثامن من شهر مارس، بهذا اليوم تقديرا وشموخا لكافة الجهود العظيمة والعطايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية وغيرها في كافة المجالات التي أثبتت جدارتها وبقوة وربما يمثلها العالم بأنها نصف المجتمع، وذلك على ما تقدمه المرأة من واجبات وحقوق وتطوع ورغبة في العطاء.. فهي تمثل المجتمع بأكمله ويكاد لا يكفيها أيام وسنوات قادمة على حجم التحديات والإنجازات التي قدمتها المرأة بشكل عام والعربية بشكل خاص سواء كان في الأسرة والعمل والمجتمع، وفي كل العصور الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية تجد للمرأة تاريخا بارزا يحمل معه سلسلة من النجاحات رغم أي ظروف تعرقل خطواتها للوصول إلى ما تسمو إليه ولو ألقينا الضوء على المرأة قبل الانفتاح الاقتصادي والتنموي الذي تعيشه قطر، فكان لها دور كبير وحيوي رغم صعوبة الحياة المعيشية وقلة الدخل الاقتصادي والتعليمي، واعتمادها الكلي بعد خروجها من بيت والدها على الزوج إلا أنها أسهمت وبشكل كبير كدور في التربية كمعلمة أولى لأبنائها وداعم نفسي واجتماعي لزوجها خاصة للكثير منهم.. كان يخرج للغوص بالأشهر، وكانت المرأة تتحمل كل أعباء الحياة المعيشية وضغوطاتها والتربية حتى عودة الزوج، وإضافة إلى مساهمتها في القيام ببعض الحرف اليدوية للمساهمة في تحسين الدخل واستطاعت أن تخرج جيلا قادرا على تحمل المسؤولية بكل ألوانها رغم قلة الوعي التعليمي إلا أن للمرأة قبل النفط دورا بارزا ومع بوادر الانفتاح الاقتصادي والثقافي الذي تعيشه الدولة خلال السنوات الأخيرة، فكانت أكبر داعم للمرأة في كافة المجالات وخروجها للعمل كجزء لا يتجزأ في الحراك التنموي ومنحها فرصا تعليمية ووصولها إلى أعلى درجات من المؤهلات التعليمية، وحصلت على مناصب متعددة لم تشهدها الدولة قبل النفط في كل التخصصات والمجالات في كافة الجهات الحكومية والخاصة وأصبح للمرأة كيان اقتصادي وفكري مستقل ومساهم بصورة مباشرة مع الرجل في الأسرة والعمل بعكس ما كان في الماضي معتمدة اعتمادا اقتصاديا عليه ومع هذه التحولات والتطورات التي شاهدتها المرأة منذ عصرها ورغم ما تبذله الدولة من جهود وافية لدعمها إلا أنها تواجه الآن العديد من التحديات الأسرية فزادت الضغوطات والأعباء النفسية بعد خروجها للعمل ودورها كأم وزوجة وكيف تخلق التوازن بينهم، وأصبح هناك عوامل أخرى تساندها في الحياة الأسرية ومنهم الخدم وآثارهم السلبية على الأسرة بأكملها.. ومن زاوية أخرى المنافسات العملية في مجال العمل وربما يكون ضغوطات إدارية أو منافسات مع زملاء العمل ويليها الطموح للأعلى في بعض المهن الأخرى والتي لم يكن يشغلها إلا الرجال، وإن تواكبت الأبواب وزادت المنافسات بينهم وتراكمت معها الأعباء النفسية التي تواجهها المرأة، مما ترك آثارا على دورها الأساسي كأم وزوجة.. وإضافة إلى بعض المهن التي تتطلب تواجدها إلى أوقات متأخرة من ساعات العمل ويليها تكمل مسيرة يومها كأم وزوجة ولذا فنلاحظ حجم وتعدد الأدوار الاجتماعية والعملية التي تقوم بها المرأة على مدار اليوم ولكن بحكمتها استطاعت أن تخلق التوازن بينهم وما يليها من تحديات.. ومن جانب آخر التحديات التي تواجهها المرأة الأرملة والمطلقة وغير المتزوجة، ومن لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الحالات الاجتماعية المتواجدة، وربما أرغمتها الظروف على أن تقوم بدور الرجل والأم في آن واحد ولذا فالمرأة كائن نفسي واجتماعي تجدها كأم وجدة وطبيبة وزوجة ومربية وعاملة، وربما تلعب كل الأدوار في حياتنا وتستحق الدعم المجتمعي بأكمله عما ما تقدمه من عطاء بلا حدود ولا تذمر ولا تحتاج سوى العناية والاهتمام بكل أشكالها ومنها.. فتحية لكل امرأة عظيمة في مجتمعاتنا العربية والخليجية عما ما تبذله من أدوار أساسية وتطوعية من أجل سعادة الآخرين.