12 سبتمبر 2025
تسجيلخرج مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات علي يونسي ليعلنها بملء الفم بقوله "إيران عادت إمبراطورية كما كانت طوال تاريخها، والعراق هو عاصمة هذه الإمبراطورية"، واسترسل المستشار في شرح النظرية الفارسية الساسانية وطموحات قادة إيران بقوله:"العراق ليس جزءا من نفوذنا الثقافي فحسب، بل من هويتنا، وهو عاصمتنا اليوم، وهذا أمر لا يمكن الرجوع عنه لأن العلاقات الجغرافية والثقافية القائمة غير قابلة للإلغاء. إذا هل نرى في "حقائق" ما قاله يونسي غير ما نراه على أرض الواقع؟ وهل ما قلناه منذ سنوات وحتى أشهر قليلة بعيد عما يصوره حديث المستشار الإيراني من أطماع النظام الإيراني في ابتلاع الأرض العربية والسيطرة على شعوبها المتهالكة جراء الحروب واللجوء والاضطهاد من قبل الأنظمة الحاكمة في الدول الكبرى ومطاردة الشرفاء وتنصيب الدخلاء رؤساء وقادة أبطال على ظهور الضعفاء والمواطنين الذين أهلكهم فساد أهل السلطة وتسلطهم؟!من غير المعقول أن تمر تصريحات يونسي التي تعتبر فعليا أخطر على العرب من المشروع النووي الذي سيكتمل لا محالة بقوة نووية على خصوم إيران في الغرب، ومن غير المفهوم كيف يصمت وزراء الخارجية والدفاع العرب على الأقل على تلك التصريحات، التي لو كانت موجهة ضد إسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد دفاعا عن صهيونية تل أبيب، ولنا في تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد السابقة ضد إسرائيل خير مثال، ولكنهم العرب!.أمس وافق مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر للفرقاء السياسيين اليمنيين في الرياض تحت مظلة المجلس، لمناقشة أمن واستقرار اليمن وهذا تحرك جيد مع أنه متأخر جدا، وأعتقد أنه من الأفضل في تلك المناسبة المنتظرة أن يخصص النقاش للخروج بتحركات فعلية ضد الخطر الإيراني الذي بات يهدد الخليج العربي برمته، ليس أمنيا فحسب بل وجغرافيا عسكريا، وعلى قادة الدول الخليجية العرب الأقحاح أن ينفضوا عن رؤوسهم كل غبار الاختلافات الإقليمية وأن يتخلوا عن منطق الدبلوماسية ليتداركوا أمنهم الرئاسي وأمن بلادهم القومي الذي بات على المحك.إن "الاتحاد الإيراني" الذي كشف المسؤول الإيراني ورقة التوت عن نواياه، لن يتصدى له سوى "اتحاد عربي سني" بملء الفم، وهذا يتطلب إرادة فعلية للتعاون مع تركيا أيضا في منظومة حلف مؤطر يحمي على الأقل ما تبقى من القوة العربية في الخليج والأردن أيضا الذي سارع بإرسال وزير خارجيته لطهران لمحاولة فهم ما هي حدود الملعب الإيراني في المنطقة، إذ لا أحد يستطيع معرفة النوايا بعد الاتفاقات الأمريكية الإيرانية في العراق وسوريا واليمن.المشكلة الكبرى عندنا نحن العرب أننا نرى الشخص رأي العين واقف على باب خيمتنا ونحن نصر على أن نقّص أثر أقدامه، القضية أكبر من نظام الحكم في اليمن، فالانقلابات العسكرية كفيلة بتغيير سريع للأنظمة عبر سنوات مضت، ولكن القضية الخطيرة هو ما يجري حاليا من "إمبراطورية إيران" الجديدة، فهي لن تتوقف عند اليمن وتنام كما ننام عشرات السنين، بل ستتحرك "ديمغرافيا طائفيا" في ساحل الخليج العربي، لتخلق حوثيين جددا، وفي ظل التوافق المصلحي بين طهران وواشنطن لن يكون للابتسامات والعناق السياسي والدبلوماسي بين العرب والغرب الأمريكي أي قيمة على أرض الجزيرة العربية وخليجها.الحقيقة للأسف أننا جميعا دولا وأنظمة وأفرادا ننظر كيف تتعاظم الأخطار علينا ومن حولنا، حتى بات نظام دولة طائفيا منبوذا منذ جاء للحكم في إيران يسيطر بقوله وفعله على أكبر دولنا وهو من سيحدد مستقبلنا عما قريب، ونحن لا نزال كأطفال العائلة مشغولون بخلافات جانبية وأمزجة صبيانية، نرفض أن نخرج منها لأننا أعجز من أن نفرض هيبتنا واحترامنا على العالم الذي لا يرانا سوى محطة وقود.. فهل يصحو العرب؟!.