14 أكتوبر 2025

تسجيل

"آمنة" نخلة انحنت

10 مارس 2014

• بين يدي مجلة المستقبل الصادرة عن الجمعية الوطنية لمحاربة العادات الضارة بصحة الأم والطفل، انشأتها سنة 1985 بروفيسور آمنة عبدالرحمن حسن، كتبت في افتتاحيتها (ابعث للقراء الاعزاء بالتحايا العطرة ونحن في اكثر اللحظات سعادة اذ طوت الجمعية ربع قرن من عمرها تواصلا وعطاء مع الاسر والمجتمعات بكافة مستوياتهم وفي كل بقاع السودان) وجملة وثائقيات توعوية صحية اسرية انجزتها "آمنه" للاحاطة بمضار المفاهيم الخاطئة ولتثقيف النازحات واللاجئات من نساء المعسكرات غرب وشرق السودان ودول افريقية وعربية.• و"جرح النفس" كتاب عبرة اطلقت صرخة بلسان طفلة "انقذونا من دوائر الالم من اجل مستقبل افضل" جعلته وقفا ليهتدي به المحزونون في عتمة العذاب واليتم والحسرة ولمناهضة المعاناة والعذاب وصولا لمرافئ مجتمع حضاري ينعتق من الموروث البغيض الضار بالمرأة والطفل.• هذه الشعلة أنارت بعلمها ومثابرتها عتمة الطريق لكثير من المجتمعات وتعرضت لمتاعب من اجل غد زاهر للاجيال انشأت اكثر من 150 منظمة بالدول الافريقية وحصلت على درجة الاستشاري الخاص للمجلس الاقتصادي الاجتماعي للامم المتحدة ومنظمة (IAS) ووصفت بأنها من ابرز الشخصيات النسائية بافريقيا واوروبا والعالم في مجال حقوق المرأة والطفل، ترقد منذ امد بعيد بمستشفى حمد العام "وحيدة مستوحشة " فاقدة للحركة والنطق تعاني مضاعفات الفشل الكلوي وبعيدا عن اشراقات يوم المرأة العالمي الذي صنعت جزءا منه.. ولسان حالها يومئ بالشكر والتقدير لأطباء وكوادر التمريض الذين عوضوها فقد الانس والاهل وبذلوا لها الدواء والعلاج..• "بروف آمنة" قدمت الدعم لمرضى الايدز وللمعاقين وتولت منسق برامج لمنطقة القرن الافريقي لثلاث دورات ومثلها منتخبة نائبا لرئيس اللجنة الافريقية العالمية وكخبير اقليمي في العالم العربي والاسلامي الإيسسكو ومنظمة المؤتمر الاسلامي واليونيسيف ومشاركة في الملتقى النسائي العالمي بجامعة ماكريري اوغندا واشرفت على دعم اليابان تشييد طابق ثان بمقر الجمعية بالخرطوم لتدريب الفاقد التربوي من الفتيات لتمليكهن مهارات اقتصادية وثقافية وكثير عطاء يعجز القلم عن لملمته التقاها الشهيد الزبير محمد صالح النائب الاسبق للرئيس السودانى وهب لها واقفا وقال "جزاك الله خيرا يا اختي آمنة انت ما جمعية وبس انت انسانة مؤسسة بحالها بتقودي مشروع انساني ضخم لانتشال السودان من الخبث والخبائث".• هذه النخلة الشامخة انحنت طريحة مشفى حمد العام الذي وفر لها عناية خاصة وكلما ازورها اجدها وحيدة وابنها الوحيد يؤانسها ويخفف عنها وجع المرض وغربة الديار فيسيطر علي سؤال هل يتناقص الاهتمام حينما يغادر الانسان مرابع القوة والعطاء.. وما دور سفاراتنا والجالية وروابطها ومؤسساتها نحو "آمنة" وامثالها من المرضى والمأزومين وآمنة اصلا تعيش على الدواء والمحاليل ولا تحتاج غير الدعاء الطيب ولمسات حانية واطلالات تشعرها بالامان والالفة وكأنها في عقر دارها. همسة: اسوأ الاوطان وطن يعطيه الانسان عمرا ويبخل عليه بساعة صفاء او اطلالة انسانية.