11 سبتمبر 2025
تسجيلفي هذا العالم الذي نعيش فيه، كثيرا ما نواجه ظروفا استثنائية تفرضها الطبيعة الأم، قوة تدمر حياتنا وتؤثر عليها، بطرق مختلفة. واحدة من هذه الظواهر التي لا يسعنا إلا مرقبتها، فالسيطرة عليها مستحيلة وتحدث دون سابق إنذار وتتركتنا نعاني من الدمار وخسائر بالأرواح؛ وما هي إلا مجرد حركة أرضية عرفت منذ فترة طويلة باسم الزلازل. يجمع كوكب الأرض الطاقات التي يجب إطلاقها، ومع بعض التردادت يتسبب في حركات عنيفة في الأماكن المأهولة وحتى الآن لا يمكن التنبؤ بحدوثها بدقة. لقد شاهدنا للتو ما تسبب به الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق من تركيا وسوريا تاركاً وراءه أضرارا لا يمكن إصلاحها. لقد أظهرت لنا هذه المأساة الإنسانية كيف يمكننا أن نتعاون فيما بيننا شعوباً ودولاً لنقف يداً واحدة للتخفيف من حاجة إخواننا الذين خسروا كل ما لديهم دون تمييز بينهم. أعتقد في ظل هذه الظروف يمكن للجميع تقديم الدعم والمعونة بطريقة ما؛ فالإنسان ليس غافلًا لمن يحتاج إلى مساعدته، فهو سلوك عفوي. لقد كنا وما زلنا نشهد العديد من الدول حول العالم تتضامن مع ما حدث في الساعات الأولى من يوم 6 فبراير، فقد تهافتت الدول على إرسال طائرات مليئة بالمساعدات الإنسانية بكافة أنواعها، كالغذاء والرعاية الصحية والملاجئ وعمال الإنقاذ، لصالح السكان المتضررين. إن بوادر التضامن الدولي ستعزز الاتحاد والصداقة والتعايش السلمي الذي يجب أن يسود في المجتمع العالمي، للعيش في سلام ووئام. نحتاج لحظات من التأمل والتفكير لإدراك أهمية الأمن والهدوء في حياتنا وكيف ان لدقائق معدوده تغير كل شيء ودعم أنفسنا لتقديم المساعدة لكل شخص محتاج؛ والتعايش المستمر ومتابعة هذه الحالات التي تمثل لنا تحديات الحياة. كم هو مُرضٍ رؤية التعاون من جميع أنحاء العالم، وهنا يتعين علينا أن نذكر البلد الذي نعيش فيه "قطر" التي هرعت لإرسال المساعدات الإنسانية، وما نحن فخورون به للغاية. في مساحات الحياة هذه، لا توجد حدود، فقط مشاعر، فتضامن القادة بتقديم كل ما لديهم من إمكانيات، دون تلقي شيء في المقابل، فقط الامتنان: فالعمل النبيل النابع من الشخص الذي يقدمه للاخر الذي يتلقاه. اسمحوا لي أن أعبر عن خالص تعازينا لجميع الأسر التي عانت من هذه الكارثة الطبيعية.