30 سبتمبر 2025
تسجيللا أعتقد أن انتخاب مجلس شورى وحده يكفي ليغير من ثقافة الإحجام والسلبية إلى ثقافة إبداء الرأي والمساءلة، لأن هؤلاء المنتخبين جزء من الشعب الذي لم ينتقل هو ذاته إلى ثقافة إبداء الرأي والمساءلة، لذلك تجده مليئاً بالأجوبة وشحيحاً في الأسئلة، لا أقصد بالطاعة تلك التي تقابل العصيان وإنما هي الطاعة التي تتوقع وتسعى إلى الثواب بغض النظر عن حقيقة الاقتناع، إذاً فهي طاعة ريعية، وجاءت الانتخابات وكرستها، إذاً هناك تشوه هيكلي في نمط الشخصية من الأساس وازداد تركيزاً بعد ذلك. إعادة هيكلة الشخصية القطرية تحتاج إلى جهد جمعي وثقة متبادلة، بين أفراد المجتمع من جهة وبينهم وبين السلطة من جهة أخرى. كان الآباء أكثر ثقة في حقيقة وجودهم وثقتهم في أنفسهم ومكانتهم، لو نظرنا إلى التشكيل الأول لمجلس الشورى لاتضح لنا الفارق الوجودي، كان دورهم في المجتمع وخارج إطار دورهم الرسمي كأعضاء في المجلس أكبر كثيراً، وقدرتهم على الاتصال المباشر مع السلطة الحاكمة أكثر تأثيراً، كانوا ضرورة ولم يكونوا ترفاً، كانوا يشعرون بدورهم لا بأنهم مجرد أرقام، عُينوا انتخاباً، ولم يُنتخبوا تعييناً، لذلك جاء دورهم متميزاً ويتذكره أفراد المجتمع بكثير من الاعتزاز، لا أقول إن الإخوة اليوم أقل شأنا، ولكن أكد على الموضوع ذاتياً وليس موضوعياً، داخلياً وليس من تأثير خارجي، المساحة لديهم، والحرية لديهم، نريد أن نسمع صدى صوت المواطن، مهمتكم صياغة تشريعات تخدم المواطن ومراجعة قوانين أضرت به، لا تملكون كل أدوات الرقابة ممكن لكن اقتراح القوانين التي تحفظ المواطن وحقوقه لا عذر لكم في ذلك، حتى الآن لم نسمع أن أحداً تقدم باقتراح قانون حول موضوع معين وكأن المجتمع ومشاكله جديدة عليكم، اخرجوا من النمطية إلى الإنجاز، التاريخ لن يرحمكم. [email protected]