05 أكتوبر 2025

تسجيل

بطانة المدير

10 فبراير 2021

حول كل مدير أو صاحب منصب مجموعة من المقربين ممن يشاورهم ويأخذ برأيهم، ويرسمون له الواقع خارج محيطه. والإنسان بطبيعته يحب ويقرب من يشبهه ويوافقه الرأي، وينزعج ويبتعد عمن يعارضه ويختلف معه. كان الرئيس الأمريكي ليندون جونسون معروفاً بغروره وعنجهيته وكرهه لمن يعارضه. وفي عام ١٩٦٤ وأثناء مساعدة الجيش الأمريكي لجيش فيتنام الجنوبية في حربهم ضد فيتنام الشمالية (الشيوعية)، جاءت الأنباء بأن جيش فيتنام الشمالية قام بإطلاق صواريخ على سفينة أمريكية، فغضب جونسون وجمع مستشاريه وأخبرهم بأنه قرر التصعيد العسكري وإرسال المزيد من الجنود لتأديب الفيتناميين، ولكن بعض المستشارين حذروه من هذه الخطوة، وبطبيعة جونسون لم تعجبه النصيحة واتبع رأيه، وبتأكيد ممن يؤيده؛ فقام برفع عدد الجنود من ٢٣ ألفا إلى ١٨٤ ألفاً، ودخل في مواجهات مباشرة مع الفيتناميين الشماليين استمرت لسنوات طويلة حتى انتهت بخسائر فادحة للولايات المتحدة. وهناك من المقربين من لا يفصح عن رأيه الحقيقي خوفاً من الهجوم والسخرية والحرج، كما حدث مع الرئيس جون كينيدي عام ١٩٦١ عندما قرر غزو كوبا (فيما يعرف باسم غزو خليج الخنازير)، فوجد الجميع أمامه يؤيدونه ولا أحد يعترض علناً، فكانت تلك العملية واحدة من أسوأ العمليات المخابراتية، وجعلت الاتحاد السوفيتي ينشر صواريخه في كوبا وكادت أن تقوم حرب عالمية ثالثة. ينصح ايريك شميت، الرئيس السابق لجوجل، بأن يحيط المدير نفسه بمجموعة من الأذكياء المطلعين، ويشجعهم على التعبير عن أفكارهم وآرائهم مهما كانت مغايرة ومناقضة لرأيه، كما ينبغي عليه أن يتحدى أفكاره وأفكارهم ومناقشتها للوصول للقرار؛ فالقرار الجماعي أفضل من الفردي. إن كنت مديراً، فاحرص على الاستماع للآراء المغايرة وحفز من حولك للمصارحة، وأن كنت من البطانة، فاحرص على التصريح برأيك. @khalid606