12 سبتمبر 2025

تسجيل

أُمةٌ باتت أَمةً !

10 فبراير 2020

هل تذكرون حينما أعلن الرئيس الأمريكي قبل أشهر أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية ونقل سفارة بلاده إليها وأقامت السفارة احتفاليتها آنذاك ؟! وبالطبع تذكرون ما قام به الرجل نفسه وأعني ترامب حينما أعلن بصراحة عن صفقة القرن ومنح إسرائيل الدولة الكاملة والمكتملة الحدود وعاصمتها الأبدية القدس بينما رمى بفتات دولة على الفلسطينيين وقال لهم أثبتوا أنكم تستحقون بلدا وحدودا ! وفي هاتين المناسبتين كان لي سؤال عرضته على حسابي الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر) ماذا فعلنا نحن العرب والمسلمون أمام هذين الفعلين وهذين التصريحين وهاتين المناسبتين وهاتين المصيبتين ؟! ماذا فعلت الجامعة العربية ليعرف بعدها ترامب أن عليه ألا يتهور ويقول ما يندم عليه لاحقا ويفعل ما فعله؟! ماذا فعلت رابطة العلماء المسلمين أمام هذا الحق ( الدولة والعاصمة ) الذي منحه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لكيان مغتصب محتل ؟! بل ماذا فعلت الشعوب العربية والمسلمة أمام هذا الأمر الذي أعلن ترامب بموجبه أن إسرائيل إنما هي دولة تتعرض لاحتلال فلسطيني صارخ لا حق له بما هو لتل أبيب في الحقيقة ؟! سأقول لكم وبكل اختصار ! لم تقوَ الجامعة العربية أن تفعل شيئا أمام اعترافات ترامب المشينة لأنها هي نفسها متورطة بكل أشكال الخيانة لقضية العرب الأولى في هذا الاعتراف منذ أن أفشلت هذه الجامعة قمة غزة في الدوحة منذ عقود إبان الهجوم العسكري الإرهابي الإسرائيلي على هذا القطاع المحاصر منذ عام 2007 وحتى الآن وسيمتد هذا الحصار إلى أن يشاء الله له أن يمتد ! ومنذ أن كان الأمين العامة للجامعة العربية يستجم في شرم الشيخ بينما كانت الشعوب العربية تترقب إعلانا لاجتماع وزاري طارئ أو قمة عربية على مستوى القادة ليخبرونا إلى أين وصلت عبارات الشجب والاستنكار والإدانة وهل بات البيت الأبيض يهتز منها أو يرجف ! كما أن رابطة علماء المسلمين لم تكن بأفضل حال من الجامعة العربية فهذه الأخيرة لم تستنفر الشعوب المسلمة لتقول كلمتها الفاصلة في هذا المصاب الذي ألم بأمتنا العربية والمسلمة فقد اكتفت بما وصلت له الجامعة من الإدانة الهزيلة والشجب الضعيف ! أما الشعوب والتي أنا منها فقد تباينت مواقفنا ما بين صياح وعويل وحوقلة وبسملة وتهليل وتكبير وصمت مطبق ! ولعل الوضع الأخير هو الحال الذي آلت إليه الشعوب العربية والإسلامية رغم أنه ورب الكعبة المصاب أكبر من ردة الفعل الباردة هذه وأكبر من أن ننساه بهذه السهولة وننتظر ما يليه من أمر لا أظن أنه قد يكون أكبر من أن يذهب القدس الشريف ونحن نرى وننتظر ونتأسف ثم نعود إلى بيوتنا لنحلم بأن كل مشاعرنا الصامتة تلك ستعيد لنا ما أنكره العم ترامب علينا ! عموما هل أبدو لكم حزينة بعد كلماتي هذه ؟! سأكون كاذبة إن قلت لا لكني حتما لا أبكي الآن ! فاصلة أخيرة: يا أُمة – بضم الألف - باتت أَمة – بفتح الألف - ! [email protected]