17 سبتمبر 2025

تسجيل

بعد نشوة الفرح والإنجاز.. هدوء

10 فبراير 2019

بعد أن استقر الأدرنالين وأستوعبنا حجم الانجاز "شهيق وزفير" الآن علينا أن نعيد أقدام لاعبينا إلى الأرض بعد أن لامسوا السماء في الأول من فبراير بعد أن رفعوا كأس آسيا للمرة الاولى في تاريخ قطر، وعلينا ان نفكر ونخطط لما هو أبعد من هذا الانجاز فـ "الناجح ينظر للمستقبل ويتطلع لما هو ممكن". لابد من دراسة التجربة الناجحة والخروج بالدروس المستفادة منها لنضمن استدامة هذا النجاح ولا يكون مجرد نجاح عابر فـ الوصول للقمة سهل لكن البقاء فيها يحتاج الى عمل مضاعف. ما قبل الأول من فبراير يجب ان يختلف عن ما بعده فهل من الحكمة أن يعود المعز علي الى الدحيل ليلعب كجناح وهو هداف اسيا برقم قياسي؟ المعز في هذا العمر يحتاج لأن يعيش حالة من الاستقرار كي يتطور فكثرة التغيير في مركز اللاعب وهو في عمر صغير له مضار كبيرة. وهل سيجد بسام الراوي فرصة كبيرة في اللعب عندما يعود لفريقه الذي تعاقد للتو مع المهدي بن عطية؟ نعم الاحتكاك مع لاعب بقيمة المهدي سيفيد بسام ولكن أي لاعب يحتاج الى اللعب كي يتطور لان التدريب شيء ولعب مباراة تنافسية شيء اخر. كأس اسيا يجب أن تكون "تأشيرة الخروج " للاعبينا لأنه مع كامل الاحترام لدورينا، إلا أن مستوى التنافس فيه أقل من أن يحفز أبطالنا ويجبرهم على التطور. فكلما ارتفع مستوى المنافسه يضطر اللاعب الى ان يواكب هذا المستوى فيعمل الى ان يصل إليه. ولنا في ماحدث مع الجيل العماني مثال، هذا الجيل الذي لعب ٣ نهائيات متتالية لكأس الخليج لم يحققوا أبعد من ذلك لأن أغلب اللاعبين فضلوا الاحتراف الخليجي على الاوروبي فاستمروا على نفس المستوى تقريبا. ولعلي هنا استشهد بحديث البرتغالي جوزيه مورينيو عندما قال: " المعز لاعب سريع ويملك بنيه جسدية جيدة ولكن ومع كامل احترامي للدوري المحلي فهو لا يساعده على التطور". هذه الامور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ففي هذه البطولة هنالك اسماء قدمت مستويات مميزة مثل مادبو، اكرم، المعز، بسام، طارق، عبدالكريم هؤلاء اللاعبون يجب أن يتم التسويق لهم بشكل جيد ليعودوا الى أوروبا. وانا هنا لا أطالب بذهابهم الى الدوريات الخمس الكبرى والمشاركة بشكل أساسي، بل بالتدرج في الاحتراف فأفضل لاعب في انجلترا وافريقيا محمد صلاح بدأ من سويسرا وتدرج الى ان وصل الى ليفربول. احدى التجارب القليلة الماضية الجزائر ومونديال تاريخي ودور 16 وملحمة كبيرة جدا امام المانيا. لاعبون بتجارب كبيرة وفي دوريات عالمية ولكن في النهاية خروج مبكر من المجموعات في بطولة افريقيا وشغف مفقود وتذبذب واقالات وعدم اهتمام على المدى البعيد. يجب ان يصل للجميع أن هذا حلم لم يكن متوقعا ويجب أن تستمر هذه المجموعة وشحنهم من جديد ووضع أهداف أخرى وكذلك الاعتناء بهم جيدا. "الغرور والتعالي صديقان للنكسات والفشل"