23 سبتمبر 2025

تسجيل

الكويت وعُمان نعم العضيد

10 فبراير 2019

إيماناً منهما بمبادئ الأخوة والجوار والوحدة الخليجية المشتركة وإقرارا للحق اتخذت دولتا الكويت وعمان موقفا مشرفا مع دولة قطر في أزمتها المفتعلة ومع انطلاقة أسوار الحصار الجائر ومواقفهما المحايدة والمحاورة والمستنكرة ، وانتهاء بصفارة الحكم حين اهتزت الشباك الإماراتية معلنة عن نتيجة المباراة النهائية الحاسمة ما بين اليابان وقطر لصالح قطر ، وتربعها على عرش البطولة الآسيوية بفرحة عارمة تجاوزت حدود دول العالم العربي والإسلامي، فكيف ننسى مواقف الكويت وأميرها حفظه الله الوسيط الفعّال الذي حمل على عاتقه لواء الأزمة الخليجية ، وبدأ زيارته المكوكية بين عواصم دول الحصار ، وتحمّل تعنتها في رفض الحوار ، وأوقف الاعتداء عسكريا على سيادة قطر ، وواجهت وساطته معوقات وعرقلات ، ووقف مع قطر في إصرارها على رفض الإملاءات والمطالب ، وأكّد على ضرورة احترام السيادة بحكمته وخبرته ، ومازال يسعى لحل الخلاف ، والبحث عن مخرج لإغلاق ملف الأزمة والتأكيد على الحوار والمواجهة لعودة المياه الخليجية إلى مجاريها ، والكثير من المواقف لأمير الإنسانية الهادفة الى الاستقرار ورأب الصدع ،وتقوية العلاقات السلمية بين دول المجلس، أليس هو رجل المواقف ورجل الحكمة ورجل الإنسانية، ثم كيف لنا أن ننسى سلطنة عمان الشقيقة التي فتحت منافذها البحرية " ميناء صحار العُماني البحري " أمام السفن القطرية ، كما فتحت مجالها الجوي أمام المسافرين للتنقل ما بين قطر ودول الحصار الجائرة ، لتكسر حاجز الظلم الذي فرضته قوانين الدول الجائرة في منع التعاطف والزيارات الأسرية ، وبسطت يدها للمساعدة تدفعها أصالتها وكرمها وأُخوتها من المبدأ الإيماني " إنما المؤمنون إخوة ؛" كما هو تأييدها وتأكيدها للوساطة الكويتية، وملأ جمهورها مدرجات ملعب مدينة زايد الرياضية بالحضور والتشجيع لسد غياب الجمهور القطريّ، كيف ننسى منصات التواصل الاجتماعي بمجالاتها وما خطته أفكار وآراء شعوب دولة الكويت وسلطنة عمان من آراء ، مستنكرة الحصار ورافضة اختراق السيادة ، بالكلمات والصور والصوت لتعلن لتلك الدول الظالمة والجائرة أن كلمة الحق لا يقهرها قوة ولا سلطان جائر . ها هو الناشط الإعلاميّ الكويتيّ" أحمد خالد المسفر رحمه الله نموذج فعّال في الدفاع عن قطر ورموزها السياسية بالبراهين وبمنطق العقل ردّاً على التصرفات والادّعاءات الباطلة والإسفافات الجائرة والذي بدأ تغريداته مع انطلاقة اختراق وكالة الأبناء ثم حصار قطر ، نموذج للشاب النبيل الصادق و الناطق بصوت الحق والمدافع عن الظلم ،بكل احترام وأدب ومنطق والمستنكر للادعاءات والتضليلات والأقاويل الإعلامية الباطلة التي هي منهج دول الحصار الجائرة بعد فشل الهجوم العسكري ، كما استنكاره لغياب الجمهور القطري في تشجيع فريقه ، إنها كلمة الحق حين يتفوه بها من يحمل في فكره مبدأ قوله تعالى :: ( ولا تلبسوا الحقَ بالباطلِ ، وتكتموا الحقَ وأنتمْ تعلمون ) وقد قال وصدق في تغريدته المثبتة : " قطعت عهداً على نفسي منذ بداية الأزمة الخليجية بعدم الرّد على أيّ شخص مُسيء ، ورغم ما يطالني من تجريح يوميا سأستمر بالتجاهل احتراما لتربيتي ". رحمه الله وأنزله منزل الشهداء والصديقين ، وسيبقى رمزا لا يُنسى محفوراً في ذاكرة الإعلام الصادق النزيه ، المتصدي للظلم كما هو غيره من إعلاميّي أبناء الكويت وسلطنة عمان ، الذين وقفوا بسياطهم الإعلامية في وجه الظلم القذر ، الذي وقع على دولة قطر .، وأميرها ورموزها . كما هي الوقفة الأخوية للشعبين مع لعب وفوز وتتويج المنتخب القطري لكأس آسيا ، سواء بالحضور والتشجيع والمشاركة بالاحتفالات والأهازيج والأغاني الوطنية المعبرة ورفع الأعلام القطرية في شوارع أبوظبي وداخل دولهم وتحملهم الشغب والإهانات التي مرّوا بها لتعاطفهم مع دولة قطر ، يدفعهم الإيمان بأن الفوز الذي حققه المنتخب القطري هو فوز لكل خليجي وكل عربي، هكذا هم العقلاء الذين يستشعرون بالخليج الواحد والوطن العربي الواحد محققين في هذا الموقف الرياضيّ المشرّف كلمات النشيد العربي " للبارودي " الذي يتغنى بالوطنية القومية العربية ،ويمتدح الوحدة العربية : بلاد العرب أوطاني     من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن.     إلى مصر فتطوان …. شكرًا من قلب قطر الشامخة، ومن وراء جداريات الحصار الجائر. ومن الشعب القطري المخلص لدولة الكويت الحاضنة ، وسلطنة عمان الأصالة، بحكومتيهما وشعبيهما على مدّ بساط مشاعر المودة والحب والأخوة لدولة قطر ، والوقوف معها ومع أميرها وشعبها في محنتهم وفرحهم ، وستكون تلك الوقفة المشرفة تاجا على رؤوسنا وبين ثنايا ملفات تاريخنا وستذكرها الأجيال .