13 أكتوبر 2025

تسجيل

باللعب يتعلم أطفالنا

10 فبراير 2014

تؤكد جميع نظريات التربية أن اللعب له أهميته، بوصفه وسيلة لتنفيس انفعالات الطفل ودوافعه المكبوتة ووسيلة للاستجمام والراحة بعد العناء والعمل ووسيلة لنمو عضلات الجسم عند الطفل بطريقة سليمة تناسب نموه خاصة المخ والجهاز العصبي وهو وسيلة إعداد الطفل للحياة المستقبلة.وقيمة اللعب التربوية والسيكولوجية لا تُنكر فاللعب يسهم في تنمية عدد من المهارات العقلية والمعرفية والثقافية والاجتماعية والانفعالية بالإضافة إلى الخبرات الحسية وما إلى ذلك ولكن لابد في وجود ضوابط وتوجيهات حتى لا يكون اللعب سبيلا إلى الهدم أثناء نمو الطفل أو سبيلا إلى تحصيل مدركات خاطئة لفهم الطفل لذاته ومجتمعة والعالم المحيط به. وتشير الدراسات التربوية إلى أن اللعب ظل زمنا طويلا تعبيرا لسلة المهملات من أنماط السلوك الذي يبدو إراديا دون أن تكون له فائدة حيوية واجتماعية. "أفلاطون" هو أول من أدرك القيمة التربوية والعلمية للعب حيث كان يوزع التفاح على الأطفال ليعلمهم الحساب وكذلك رأى "أرسطو" ضرورة تشجيع الأطفال على اللعب بالأشياء التي يستعملونها في حياتهم اليومية أما " جان بياجيه " فيرى أنه إذا ما تعلم الطفل عمل شيء ما فإنه يعيده مرارا وتكرارا وهذا هو اللعب والطفل يكرر أي نتيجة سارة يصادفها فيصبح للعب معنى آخر فهو تكرار إيجابي فيه تغيير حيث يبدأ الطفل بالمقارنة بين أفعاله وبين ما يقدم إليه وتلك هي بداية الاكتشاف. واللعب الرمزي الإيهامي يساعد على نمو التفكير الشخصي ويؤدي هذا اللعب إلى تمثيل التجارب الانفعالية للطفل وتقويتها وهو مستمد في السمة الخاصة للعمليات العقلية عند الطفل ويصبح هذا النوع من اللعب في المرحلة التشخيصية أكثر وضوحا وتنظيما بعد ذلك تحل الألعاب ذات القواعد محل ألعاب الإيهام الرمزي ويكون اللعب استطلاعيا عندما تكون الغاية أو التجربة جديدة نسبيا.ويلاحظ أنه عن طريق اللعب يكتسب الطفل كثيرا من المعلومات التي لا يجدها في كتبه المدرسية، ومن الناحية الأخلاقية يعد اللعب من أقوى الدوافع وأهمها من تكوين خلق الطفل وبخاصة في أثناء اللعب الجماعي، فلكي يكون الطفل عضوا مقبولا ومحبوبا من زملائه في اللعب، فإن عليه أن يكون قوي الإرادة متحكما في نفسه ذا شخصية رياضية متزنة بمعناها الكامل. ويرى التربويون – من ناحية أخرى - أن اللعب من أهم العوامل التي تساعد على نمو أعضاء الجسم الظاهرة والباطنة وبخاصة المخ وبقية أعضاء الجهاز العصبي وعلى أداء هذه الأعضاء للقيام بوظائفها على الوجه الصحيح أما فيما يتعلق بالنمو الجسمي فإنه كلما تكرر استخدام العضو في وظيفته كان أكثر صلاحية لأدائها لأن هذا التكرار يكسبه مرونة جسمية تتيح له القيام بهذه الوظيفة على الوجه الصحيح.