30 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناؤك بخير عندنا يا امبراطور دمشق

10 فبراير 2013

قال تعالى "فَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ" والفرار من أو الفرار الى يعطيان معنيين مختلفين، فالانسان يفر من مكمن البطش الى الملاذ الآمن، وهذا الفرار الذي وصى الله سبحانه وتعالى به نبينا (موسى) عليه السلام بعد ان اشتد بطش (فرعون) عليه فنزلت هذه الآية التي تفسر اسباب الفرار في سورة (الشعراء). في الامس القريب ومع فورة اشتداد الازمة الانسانية في سوريا وفي ظل الاجواء القاسية والطقس القارص، فر الناس من جحيم الوضع في بلادهم فتلقفتهم الايدي الرحيمة، فكانت دولة قطر سباقة الى هذا العمل الانساني، فقررت مؤخرا إيواء عدد من العائلات والأرامل السوريين اللاجئين، الذين فروا من جراء العنف الدائر في بلادهم، وذلك بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، حيث تكفلت قطر بتوفير جميع احتياجات هذه العائلات والأرامل، من السكن والصحة والتعليم، وهي مبادرة مكملة للدعم المتواصل الذي تقدمه قطر لدعم صمود الشعب السوري، والتخفيف من معاناة العائلات والأرامل السوريين النازحين. وتتوالى مواقف قطر في سياق الدعم على مختلف المجالات للشعب السوري في المبادرة التي اعلنها مؤخرا سمو ولي العهد الأمين، بدفع التكاليف الدراسية للطلاب السوريين النازحين في دولة قطر، بالمدرستين السورية والأردنية في قطر، وهي خطوة تخفف من معاناة ما يقارب 400 ألف طالب وطالبة، يحتاجون إلى توفير التعليم للطلاب النازحين، بعد ان دمر النظام قطاع التعليم، وهدمت قواته العديد من المدارس والجامعات، خلال سنتين هما عمر الثورة السورية حتى الآن. مكرمة القيادة القطرية للشعب السوري تضاف إلى المواقف القطرية الإنسانية وتخفف من العبء على الأسر السورية النازحة، التي خرجت بلا موارد أو إمكانات من بلدها، ونأمل من باقي الدول التي تحتضن اللاجئين السوريين ان تحذو حذو قطر، كل في حدود إمكاناته بتقديم أقصى درجات العون الإنساني لهم في هذه الظروف الصعبة. قطر كعادتها (كعبة المضيوم) أخذت على نفسها التزاما بمساعدة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج من خلال تقديم المساعدات الانسانية لهم، للتخفيف من معاناتهم، حيث يجدون الرعاية الكريمة والامان من منطلق ان قيادتنا الكريمة لم تأل جهدا في تقديم المطلوب من الوسائل المريحة لاجتياز هذه المرحلة الصعبة من حياة المواطنين السوريين الاشقاء، وقد بانت أمارات التعب والقهر على وجوهم منذ ان وطأت اقدامهم ارضنا الطيبة، فقدموا شكرهم لقطر اميرا وحكومة وشعبا وطالبوا الطاغية امبراطور دمشق بنداء واحد قائلين "ارحل عن سمائنا فأنت تفوقت على كل مجرمي العالم في القتل والذبح والتدمير وسيأتي اليوم الذي سنحاكمك فيه" وسلامتكم