12 سبتمبر 2025
تسجيلإليزابيث هولمز "أصغر مليارديرة عصامية في العالم" بحسب فوربس، أنشأت شركتها برأسمال 9 مليارات دولار أمريكي، ووعدت المستثمرين بإحداث ثورة في عالم التشخيص الطبي عبر تقنية مبتكرة ستكشف فيها أمراض السرطان والسكري بسرعة فائقة بعيدًا عن وخز الإبر المتكرر، هولمز تواجه تهمًا بالاحتيال بعد اخفاقها في تحقيق وعودها. الخبر ليس في تهم الاحتيال، بل في كيفية اقناع هذه المرأة كبار الشخصيات بأن يصبحوا مستثمرين في شركتها، ومن بينهم هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأميركي الأسبق والحائز على جائزة نوبل للسلام. قد يظن البعض أن "غلطة الشاطر بألف" وأن من يفقه السياسة ليس بالضرورة أن يعرف كيف يستثمر أمواله؛ مستثمر آخر وهو روبرت مردوخ، شخصية نافذة تجاريًا وإعلاميًا، خُدع أيضًا. هذه الشخصيات الثلاث تربطها جذور مشتركة ولو تحدثنا فيه لاتهمنا بمعاداتها. وهذه التقنية الطبية -وإن اُبتكرت- لن يُؤذن لها الولوج إلى سوق الرعاية الصحية لأنها ستوفر أموال ضخمة ينفقها المرضى، وستعيد خلط أوراق القطاع الصحي الذي يعيش تحت رحمة فيروس. لم يُكشف مُصنّعهُ بعد!. فيروس كورونا وُجد لقاحه، وفيروس التحرش لا علاج له. بريء في لبنان، لكنه متهم بالتحرش في أميركا، هو بطل رياضي لبناني سابق، رُفعت بحقه عشرات الشكاوى بتهمة التحرش والاغتصاب، لكن القضاء اللبناني برأه مع توفير الغطاء السياسي له؛ انتقل "الفيروس المتحرش" إلى فلوريدا، ولعابه سال على سائحة في احد الفنادق الأميركية، فأوقف بتهمة التحرش واعترف بها. صوت المرأة اللبنانية مرغوب به في الحفلات الغنائية والسهرات الفنية، وفي المحاكم مقموع. هذه الصورة التي قدمناها للعالم في السنوات العشرين الأخيرة من سيرورة هذا البلد. في بلد آخر هناك شعب يُناضل للحصول على حقه في عيش كريم. كازاخستان، حيث الحراك المدني يغلي بالاحتجاجات، والسلطات الرسمية تُسميها "أعمال شغب"، فالجائع لا يجوز له أن يكسر واجهة مصرف سرقت أمواله، بل يتوجب عليه أن يجلس في منزله ويسأل الله تعالى أن يغنيه من فضله. وبين النفوذ الروسي والتساؤل الأميركي عن طبيعة تواجد القوات الروسية في كازاخستان، يزداد عدد ضحايا التظاهرات ليصل إلى أكثر من 160 شخصًا. الشخص أو الانسان، دوماً ما يجد وسيلة للتمييز بين ذكر وأنثى. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، أنه لا يمكن للنساء حجز تصريح لزيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلّم عبر التطبيق المخصص للعمرة، وأن الزيارة متاحة للرجال فقط، ويُمكن للنساء زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي. وهذا يؤكد لنا أنه: لا مساواة خارج القبور. بعد المساواة الجندرية والعرقية، تأتي اليوم المساواة بين الملقحين وغير الملقحين لتفرض نفسه، مع اندلاع تظاهرات في دول أوروبية عدّة من بينها فرنسا، ورفض غير الملقحين قرارات الدولة الالزامية بالحصول على شهادة التطعيم للدخول إلى المقاهي والمطاعم وصالات السينما. وكأن العالم يحتاج إلى مزيد من الانقسامات والقضايا. قضية الحامض والزنجبيل تشغل المغردين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في قطر، ففيما دول أخرى تعاني من نقص الأوكسجين والأدوية، يتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم توفر الزنجبيل والحامض بـ"كثرة" في السوق القطرية، وفي المقابل وعود فورية بتوفير كميات ضخمة من هذا وذاك في الأيام المقبلة. كل ما يُشعرنا بالاطمئنان النفسي، سواء الزنجبيل أو الحامض أو الكركم مطلوب. فما زالت القلوب تميل إلى المنتجات الطبيعية وهكذا حال الجمال الطبيعي. طبيعي أن تشعر بالقلق بسبب الأوضاع الصحية العالمية وأخبار كورونا المتناقضة والسريعة، وطبيعي أن تشعر بالخوف بسبب عدّو لا تعرفه، لكن مش طبيعي أن تكون مزايا لقاح كورونا الصحية بكل جرعاته عبارة عن: سينما ومقهى ومجمع تجاري، وأن الإصابة المتكررة بهذا الشكل طبيعية.. مُلقّح.. وما يحصل مش طبيعي.