14 سبتمبر 2025
تسجيلعشرة أيام تفصل الولايات المتحدة عن عودتها إلى الهدوء الذي كانت عليه، ولتتفرغ تماما لمحاربة وباء فيروس كورونا الذي لا يزال يسجل معدل إصابات ووفيات كبيرا جدا في البلاد، إذ تشهد منذ أن أعلن المجمع الانتخابي الرسمي عن فوز بايدن بولاية جديدة لحكم أمريكا قاطعا الطريق على ترامب الذي يتملكه الجنون من ولاية ثانية يمكن فيها بشكل تلقائي أن يهوي بأعظم دولة في العصر الحديث إلى الهاوية وبصورة لم تشهدها من قبل بعد أن شجع هذا الرئيس المتهور ملايين من أنصاره للحشد والتجمع في الشوارع يوم الأربعاء الماضي، للهتاف ضد الديمقراطيين واتهامهم بسرقة نتائج الانتخابات، وأنه يجب أن يبقى رئيسا لأربع سنوات قادمة وحدث ما دعا له وتجمع أنصاره بصورة هيستيرية، حتى وصل بهم الحال إلى اقتحام مبنى الكونغرس واعتلاء منصته وسرقة محتوياته وبيعها في المزادات، وتشويه صورة أمريكا الديمقراطية وفضح الستار الأمني الذي كان يجب أن يحيط بمثل هذه المقرات الحكومية المهمة، وفي الأخير فإن من دعاهم لتقويض الشارع الأمريكي في العاصمة واشنطن هو نفسه من قلب الطاولة عليهم واتهمهم بإثارة الفوضى، بل إن ترامب نفسه وصفهم بالرعاع الهمجيين الذين لا يمثلون الديمقراطية الأمريكية الحقيقية، وتوعدهم بملاحقات قانونية وقضائية، وأن الشرطة لن تترك واحدا من الذين سجلتهم كاميرات الكابيتول الذي اقتحمه هؤلاء، دون اعتقاله وتوجيه التهم المشينة في حقه، ولم يكتف تناقض ترامب الملحوظ في توريطه بمثل هذه التصرفات التي كانت تصدر منه بصورة خفيفة طوال فترة حكمه في الأربع سنوات الماضية حتى إعلان خسارته بولاية ثانية، فتفجر به ما يمكن أن يسمى جنونا كما يصفه الديمقراطيون وأيضا من الجمهوريين الذين باتوا ضد ترامب نفسه لا سيما نائبه الذي حاول أن يقنع الرئيس بقبول نتيجة الانتخابات ورفض أن يزور في شهادته بنزاهتها، بل إنه ألغى متابعته لترامب لحسابه في تويتر ووضع صورة جو بايدن ونائبته كامالا هاريس صورة تعريفية للبايو الخاص بحسابه، وذلك قبل أن يفرض تويتر عقابا لم يتعرض له رئيس أمريكي من قبل حينما قرر أولا تعليق حسابه لمدة 12 ساعة قبل أن يوقفه رسميا باعتباره خارجا عن الأدب العام لقوانين تويتر، رغم وضع علامات تحذير متعددة من التشكيك بمصداقية بعض التغريدات التي بدأها ترامب منذ انطلاق عمليات الانتخاب في كافة ولايات البلاد وتنبيهه لحذف بعضها ومثله فعل كل من فيسبوك ويوتيوب، بينما اكتفت إدارة إنستغرام بتعليق حسابه لمدة 24 ساعة قبل إعادته محذرة إياه من ضرورة التقيد بقوانين الحساب المعمول بها عند استخدامه. اليوم يخضع ترامب لما بات مؤكدا منه لا سيما بعد اعتماد مجلس النواب الذي عُقد في نفس يوم الاجتياح الشعبي المعيب له لنتائج الانتخابات، وأن جو بايدن هو الرئيس القادم في الأيام القليلة القادمة للولايات المتحدة بينما سيتم طي صفحة ترامب دون أسف حتى من الذين رقصوا على عتبات مراكز الاقتراع قبل أربع سنوات ماضية، لكنهم أيقنوا أن هذا الرجل لم يكن بقدر طموحاتهم، وشغفه اليوم بالمكتب البيضاوي ليس سوى تمسك فارغ بالسلطة التي لم يستغلها ترامب بالصورة الحكيمة، في أول تحد حقيقي له كرئيس تصدرت بلاده قائمة الدول في العالم في الإصابات بكوفيد 19، حيث انشغل باتهام الصين بإنشائه وملاحقتها قضائيا ثم بمناوشاته مع منظمة الصحة العالمية ووقف الدعم المالي عنها ليعلن بعدها عن اللقاح الأمريكي الذي كان في طور التجارب آنذاك، ولم يتم اعتماده ليروج عن نجاحه وأنه السبيل لتتخلص البشرية من هذا الوباء الذي يراه حتى هذه اللحظة مجرد كذبة صينية، مثل قصة إصابته التي لم يتجاوز فترة الشفاء منها سوى 4 أيام فقط، ولذا نحن أيضا ننتظر تتويج بايدن الذي لن يحضره ترامب ليكون رابع رئيس أمريكي لا يحضر مراسم تسليم من يخلفه بالرئاسة، ولكني متأكدة أنه الرئيس الوحيد الذي سيرمي الأمريكيون بعده مائة (قُلّه) ومزهرية وربما تفعل الصين وإيران وروسيا والعرب مثلهم!. @[email protected] @ebtesam777