03 نوفمبر 2025
تسجيلكان حسن مع مجموعة من أصدقائه يتحدثون عن أمور الدنيا، فجاؤوا على ذكر شخص اسمه علي، فعلق حسن عليه بالقول: علي هذا شخص انتهازي وعديم الأخلاق. فاستغرب الحاضرون، وخصوصاً جاسم الذي يعرف عليا عن قرب. فاستفسر منه جاسم: هل تعرفه؟ فأجابه حسن: لا، ولكني سمعت عنه. فبادره جاسم بالقول: أعرف عليا من سنوات، وهو ليس كما تقول!. وبعد أسابيع التقى حسن بعلي في أحد المجالس، فتجاذبا أطراف الحديث، وتناقشا في عدة أمور وقضايا، فرأى حسن في علي شخصا مثقفا وواعيا وله خبرة عميقة في الحياة، فصارحه بالقول إنه كان يظن أنه بعكس ما لمسه من دماثة خلقه ورجاحة عقله. فردّ علي: لعل من تحدث عني بالسوء يعاني من سوء الفهم، أو أنه شخص غير سوي أخلاقياً، اسمع مني ولا تسمع عني. كثيراً ما نطلق أحكاماً سلبية عن الأشخاص، وربما الجماعات والشعوب الأخرى، ونصدق ما قيل عنهم، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأحكام خاطئة. في عام ٢٠٠٠ انطلقت مبادرة من الدنمارك تسمى مكتبة البشر The Human Library، فكما أنك تستعير الكتب للتعرف على الثقافات الأخرى وتبحر في عوالم بعيدة وتتعرف عليها، ففي هذا المشروع "تستعير" أشخاصاً من مختلف الثقافات والديانات، أي أن تُمنح الفرصة للجلوس مع أحدهم للحوار وسؤاله عن كل ما يجول بذهنك وما تود معرفته عنهم، فتسمع الإجابة مباشرة من شخص ينتمي لهذه الثقافة أو الديانة أو العرق أو البلد الذي تود التعرف عليه. يهدف هذا المشروع - والذي انتشر في أجزاء أخرى من العالم- إلى التعريف بالآخرين، ونشر التسامح بين البشر، بدلاً من تبني الأفكار والأحكام السلبية الشائعة بين الناس. لكم نحتاج لمثل هذه المشاريع في مجتمعاتنا.