14 سبتمبر 2025
تسجيللا أبالغ، ما إن أنهيت عملي في ذلك المساء حتى مررت على مقهى في أحد المجمعات المجاورة لعملي، جاءتني طفلة في العاشرة من عمرها وبصحبتها أخواتها الصغيرات، تطلب مني أن تتصل بوالدتها بحجة أنهن لايعلمن أين هي الآن، سألتها هل هي في المجمع قالت نعم لكن لا أعلم أين هي، اتصلت بها بنفسي أكثر من مرة ولكن هاتف الأم كان مغلقا!. مثل هذه الحالات تتكرر دائماً بشكل أو بآخر وبمبررات عديدة، الأهل مسؤولون عن أطفالهم وتركهم بهذه الطريقة قد يعرض الأطفال للخطر لاسمح الله، أبناؤكم أمانة فحافظوا عليهم وإذا فات الفوت ماينفع الصوت. إن وجود الأطفال في حياتنا نعمة كبيرة، كيف لا والله عز شأنه قال في سورة الكهف "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، وجودهم في حياتنا نعمة كبيرة نحمد الله عليها لايقدرها إلا من حُرم منها، لهذا وجب علينا رعايتهم والاهتمام بهم، وتهيئة كافة السبل والطرق لرعايتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة وحمايتهم من أي أخطار قد تنتقل لهم من البيئة المحيطة، كانت تلك مخاطر تمس عقيدتهم وهو الأهم أو تربيتهم وثقافتهم وغيرها من الجوانب التي قد يتعرضون لها . لهذا فإن واجبنا كآباء ومربين أو مسؤولين أن تتكاتف جهودنا كل في مجاله في سبيل تهيئة محيطهم بكل خير وحب وسلام، والتخطيط لمستقبلهم بكل وضوح ودقة بما يؤمن لهم مستقبلا أكثر إشراقاً. كثيراً ما ألاحظ من خلال حياتي الشخصية عدم اكتراث العديد من الآباء بمرافقة أطفالهم في ساعات اللعب أو المرح، وترك هذه المهمة على المساعدين الأجانب، نسوا أو تناسوا أن مشاركة الطفل في لحظات المرح يلعب دورا كبيرا في تنشئته ونفسيته ويسهم أيضاً في تعزيز القيم والمبادئ لديه بشكل غير مباشر.جميل أن نُشارك الطفل لحظات اللعب التي يقضيها في داخل البيت أو خارجها فهذا يمنحه الإحساس العميق بمدى حب والدينه له، ومن الواجب أن يتقاسم الآباء الوقت للنقاش مع أطفالهم لمنحهم الشعور بمدى أهميتهم بل وأهمية آرائهم في حياتنا، كم منا ثبت وقتا في جدول يومه ليقرأ قصة بصحبة طفله أو يلون ويرسم برفقته على الأوراق البيضاء ليملأها سعادة، فهذه الأوقات ليست تسلية فقط بل هي تربية غير مباشرة بأن هذا الطفل مهم بالنسبة لنا ومشاركته جزء من حياتنا، ورأيه مهم لمن يحيطون به. لنراجع ملفاتنا الخاصة بأطفالنا ولا نعتمد كل الاعتماد على الخدم والمساعدين ليقوموا هم بهذه المهام، كمرافقتهم في أوقات التسلية، أو إطعامهم ومراجعة دروسهم وغيرها من المهام، ضعوا أطفالكم في أول سلم أولوياتكم وحافظوا على حياتهم فأطفالكم أمانة. ودمتم