29 أكتوبر 2025

تسجيل

رؤية الحقيقة

10 يناير 2011

ما هذه الفتن التي بدأت تظهر كل يوم هنا وهناك في أرجاء المعمورة، التي لم يستفد منها غير أولئك الحاقدين على البشرية جمعاء وهم جنود إبليس عليه لعنة الله الذي تكبَّر وأبَى أن يلبي دعوة المولى عز وجل بأن يسجد لبني الإنسان ووضع في نفسه حقدا عليه لأنه يعتبر نفسه أفضل منه، حيث قال لمولاه سبحانه وتعالى "خلقتني من نار وخلقته من طين" وكأنه هو أعلم من الخالق في تفضيل الأشياء، لذا طلب من ربه أن يستمر في الحياة حتى لا ينعم الإنسان بالنعيم الذي وعده إياه ولابد أن يكون هناك من يتبعه ويسير على طريقه، طريق الضلال ويكون مصيره في النار، كما هو إبليس عليه لعنة الله وإلا ما هذا الذي يحدث بين بني البشر بعضهم البعض، حيث يتربص كل منهم بالآخر ويتبعه حتى في مواقع عبادته التي نهى أن يتقاتل فيها الناس إلا إذا أرغموا على ذلك وإلا فإن القتال فيها حرام ولا يجوز لأن كل من حضر لها هو قاصد أن يعبد كما هو مقتنع به وهذا ما قاله لنا المولى عز وجل "لكم دينكم ولي دين" عندما رد رسولنا الكريم على من لم يؤمن بالرسالة السماوية السمحة التي جاء بها من عند رب العباد التي تنادي بالسلام وإفشاء السلام، حيث قال عليه الصلاة والسلام: افشوا السلام بينكم، فتزداد المحبة لبعضنا البعض حتى وإن لم نكن على ملة واحدة وقد يتبعنا من ليس على ملتنا بفضل هذا السلام الذي نطرحه على بعضنا البعض في كل لحظة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة، هذه هي رسالتي لا أن نتربص بغيرنا من أصحاب الملل الأخرى ونحاول أن نستغل وجودهم في دور عبادتهم أو مواقعهم التي ارتضوها أن تكون لهم للقاء من جعلوه الههم هذا لا يمت بصلة إلى الإسلام والمسلم، فالمسلم هو كمن قال عنه سبحانه في كتابه العزيز (قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى) هذه هي رسالتنا لا ترويع الآمنين والذين أمرنا أن نوفر لهم الأمان حتى يسمعوا كلام الله أو نبلغهم مأمنهم، فهذه هي الرسالة السمحة التي أمر سيد الخلق عليه الصلاة والسلام أن ينتهجها وهي (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). هكذا يجب أن يكون المسلم الحق الذي اتبع رسول الحق محمدا صلى الله عليه وسلم فهو لم يأمرنا بأن نرفع السلاح أو الترويع لأي من كان ما دام أنه لم يؤذنا ولا نخلق بيننا وبينه عداوة، إن ما ينسب للمسلمين ليس صحيحا من أنهم أصحاب تشدد ويلقى عليهم كل ما هو قبيح وسيئ حتى يبعدوا الناس عن هذه الرسالة التي ما ان تمعن فيها أي فرد الا وانصاع لها لأنها رسالة سمحة تهتم بكل شيء في الحياة من الإنسان الذي كرمه على سائر الخلق إلى الجماد والحيوان والأدلة واضحة للعيان ولا فيها تشويه ولا تحريف لأنها رسالة حفظت عند الخالق. لذا أرجو ألا ترمى التهم على أصحاب هذه الرسالة الحقيقيين المدركين لكل حرف نزل من السماء أو نطق به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث أمر بعدم جواز قتل المرأة ولا الشيخ المسن ولا الطفل ولا قلع الشجر والدواب بدون وجه حق، فلنعد جميعاً إلى كتابنا العزيز وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنرى الحقيقة عن هذه الرسالة.