06 أكتوبر 2025

تسجيل

بيروقراطية الورق

09 ديسمبر 2020

تقول الأسطورة: أعلنت الغابة في أحد الأيام عن وظيفة شاغرة بدرجة "أرنب" فتقدم لها دب عاطل عن العمل، وتم قبوله!، ولكن الدب لاحظ أن في الغابة أرنباً معيّنا بدرجة (دب) ويحصل على راتب ومخصصات دب، بينما يحصل هو على مخصصات أرنب. فتقدم بشكوى إلى الإدارة، التي شكلت لجنة من الفهود للنظر فيها. طلبت اللجنة من الاثنين تقديم أوراقهما الثبوتية، فكانت الوثائق لدى الأرنب تؤكد بأنه دب، بينما الوثائق لدى الدب تقول إنه أرنب!، فجاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير، لأن الأرنب دب والدب أرنب بحسب الإثباتات، وبعد خروج الدب من اللجنة سألوه عن سبب عدم اعتراضه على القرار فأجاب: كيف اعترض على قرار لجنة "الفهود" والتي هي أصلًا مجموعة من "الزرافات" وكل أوراقهم تقول إنهم فهود!. هذا ما يحدث عندما نشكل الواقع بحسب الأوراق، وليس العكس. تماماً كما حدث مع أحد الأشخاص في إحدى الدول العربية الذي "مات ورقياً" بسبب خطأ موظف أصدر له شهادة وفاة بدلاً من متوفى آخر، ولك أن تتخيل الدوامة التي سيدخل بها لإقناع موظفي الدوائر الحكومية بأنه على قيد الحياة وأن "الورقة الرسمية" على خطأ. أو مثل صديقي الذي صرفت له جهة عمله مكافأة مالية لتميزه، ولكن بعد تحويل المكافأة، قام البنك بإيقاف جميع حساباته وبطاقاته، وبعد عدة اتصالات وزيارات اكتشف بأن الحوالة كانت مدرجة بالخطأ تحت بند "مكافأة نهاية خدمة"، مما جعل البنك يحجر على أمواله حتى يسدد ما عليه. واستغرقت محاولاته لحل هذه المشكلة ٣ أشهر!. عندما يصدق ويشكل الناس الواقع بناء فقط على ما هو مذكور في الورق؛ فهذه انتكاسة، فهذه المستندات هي من صنع البشر، والخطأ والسهو - بل وحتى التغيير المتعمد- وارد. [email protected]