12 سبتمبر 2025

تسجيل

واهب قاتل وموهوب مجنون !

09 ديسمبر 2018

يتساءل البعض لم تهدأ قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لبرهة قليلة ثم تعود للظهور سريعاً أقوى مما كانت عليه ؟!، ولم ضج أعضاء المجالس الأمريكية بعد الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات جينا هاسبل بشأن هذه الحادثة التي فتحت لحسن الحظ الباب للكشف عن الجرائم التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وبالتالي تعالت الأصوات الداعية اليوم إلى وقف هذه الحرب الدامية ؟!، بل إن الأمر زاد للاهتمام أكثر بالحصار المفتعل ضد قطر والذي تقوده الرياض ضد الدوحة، فكلما شعرت السعودية بأن قضية خاشقجي قد هدأت قليلاً وأن الأمور تسير لصالحها يعود طوفانها لإغراق هذه الآمال الواهية لتتصدر هذه الجريمة المروعة المشهد السياسي، وبالتالي ينعكس كل هذا على واجهة المملكة التي تدفع اليوم مليارات الدولارات لتحسين صورتها المشوهة بعد كل هذه الأفعال المشينة والوحشية التي قامت بها، وما يضحك أكثر أن الرياض تتعامل مع حادثة جمال خاشقجي مثل الذي يتحدث عن أملاك خاصة بادعائهم أن مكان الجريمة كان القنصلية السعودية والقتلة هم سعوديون والقاتل سعودي أيضاً فما دخل العالم بتتبع هذه الجريمة التي وإن وقعت في تركيا إلا أن مكانها يظل بين جدران سعودية خالصة 100 % وكأنهم يتحدثون عن ( بضاعة سعودية ) تعود ملكيتها للرياض فقط وليس غيرها ؟!، لكن يبقى السؤال الأكبر وهو هل سيغير ترامب موقفه المخزي من هذه القضية التي لا يراها مانعاً في أن يستمر التعاون الأمريكي مع ولي العهد السعودي ؟!، هل يستطيع أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين وهم من حزب ترامب نفسه أن يجبروا الرئيس على تغيير موقفه الذي يناهض ما يرونه مؤكداً على محمد بن سلمان ويراه هو بعيداً ؟!، وهل ممكن أن يرضخ ترامب امام تهديدات الرئيس القادم للجنة الاستخبارات بمجلس الكونغرس المتوجهة نحو فتح تحقيق شامل في قضية مقتل خاشقجي والاستدلال على التقرير الذي قدمته جينا هاسبل والاعتداد به بعكس تجاهل إدارة ترامب له ؟!، في رأيي ورغم كل هذا الهيجان الأمريكي على مستوى مجلسي النواب والشيوخ لن يتغير شيء من الموقف الرسمي لإدارة الرئيس ترامب بل إنه يمكن أن يستيقظ هؤلاء على إعلان زيارة رسمية لابن سلمان لواشنطن ورغماً عن أنوفهم !، من يدري ؟!. بالأمس سألني أحدهم وبدا لي أنه سؤال تكتيكي: هل تعتقدين أن تؤثر قضية جمال خاشقجي على بقاء محمد بن سلمان في منصبه كولي عهد وملك قادم للسعودية ؟!، والواقع أنني لم أتفاجأ من سؤال يتردد بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما تويتر ولذا أجبته أنه لا يمكن أن يتزحزح هذا الرجل من قمة هرم السلطة في بلاده وهو الأقرب على بعد قوسين أو أدنى من تولي عرش المملكة إلا إذا أرادت الولايات المتحدة ذلك، وأشارت له أن يتنحى في لعبة الكراسي التي امتهنتها واشنطن في حكم المملكة، كما لا يمكن أن يسمح ترامب بالإطاحة بفتاه المدلل في الرياض وهو الذي يستطيع أن يجر ويشفط منه أموالاً من الخزانة السعودية لا تعد ولا تحصى، على عكس إذا ما تولى العرش رجل تحترمه واشنطن لكنه لن يبدو كريماً جداً ليقدم لها ما تريده وقتما تريد وكم تريد !، فالسعودية لم يمر على حكامها من يمكن أن يعطي بلا حساب لأمريكا فكيف إذا كان الواهب متهوراً يشتري المُلك بالمال مثل محمد بن سلمان وكان الموهوب رجلاً لا يشبع ولا يهمه من قتل من ومن سفك دم من مثل ترامب ؟!، لذا يبدو الأمر متوافقاً بين هذين الاثنين والمصالح تتصالح بينهما فلا يهمه الأول سمعته التي سقطت في حضيض المجتمع الدولي، ولا يمكن للثاني أن يلقي بالاً للجعجعة الفاضية التي يقرعها أعضاء المجالس الحزبية في بلاده، وعليه يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى تحقيق دولي لا يهش ولا ينش كما أسلفت سابقاً !، وليرحم الله خاشقجي من واسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون. فاصلة أخيرة: بين الواهب ابن سلمان وترامب الموهوب، قيم تفنى وإنسانية تموت وشرف يضيع وحق مسلوب وكرامة للسعودية تُهدر أمام دولار أمريكي يزدهر !. [email protected]