15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيحضر صاحب السمو قمة الرياض؟

09 ديسمبر 2018

نقل الزياني دعوة العاهل السعودي لا يحمل أي تغيير في مواقف دول الحصار  أذى السعودية وأبوظبي لم يسلم منه الإنسان ولا الحيوان  أيا كان مستوى مشاركة دولة قطر فهي حريصة على إنجاح المنظومة الخليجية ازدراء أهل قطر والتهكم من القطريين وسيلة التكسب وإثبات الولاء لدول الحصار الخوض في الأعراض والتطاول على الرموز لم يألفه المواطن الخليجي عبر التاريخ إنفاق المليارات للإساءة إلى قطر ألا يضرب الوحدة الخليجية في مقتل؟ الجرائم ضد القطريين تزداد والإساءات في تصاعد عبر كافة الوسائل بعد ارتكاب جريمة القرصنة وإغلاق الحدود وقطع الغذاء والدواء وقطع الأرحام وفرض الحصار في رمضان وطرد القطريين من الحرم والتهديد بالغزو والتهكم على أهل قطر بأنهم «ورى الشبك» والسخرية من شعب بأنهم «حارة». بعد كل ذلك التحريض ووسط هذا الكم من الأذى يأتي السؤال: هل سيحضر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قمة الرياض ؟. يحاول البعض الادعاء بأن عاهل السعودية أرسل دعوة لصاحب السمو، وأن قطر التي تعلو فوق الأحقاد، وتترفع عن الرد على الإساءة ستحضر القمة إكراما للداعي.. وما الفرق بين قمة ستعقد في الرياض وقمة عقدت في الكويت فإن كلتيهما قمة خليجية ؟ •  الفرق كبير بين الداعي في القمتين؛ فقمة الكويت دعا إليها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يقود - حفظه الله - جهود الوساطة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية، التي بدأتها دول الحصار بقرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية وبث أكاذيب منسوبة إلى سمو أمير البلاد المفدى، للإساءة إلى العلاقات القطرية السعودية والقطرية الأمريكية ولإفساد الأجواء الخليجية. • ورغم ما تحلت به الدبلوماسية السعودية في جريمة مقتل خاشقجي من أناة وصبر وترو ودعوة لعدم استباق الأحداث وانتظار نتائج التحقيقات في الجريمة وما صاحب ذلك من تعدد للروايات، بحثاً عن مخرج للآمر بقتل خاشقجي، إلا أن أيا من تلك المفردات والأناة والتروي لم تحضر عقب قرصنة موقع «قنا»، وعلى الفور أطلقت قنوات الفتنة في دول الحصار أبواقها التي كانت حاضرة للإساءة إلى قطر بمجرد بث التصريح المكذوب. ولم يدخر سمو أمير الكويت جهدا إلا وبذله من أجل إنهاء الأزمة وحال دون تصعيدها إلى تدخل عسكري هددت به دول الحصار.  • شارك صاحب السمو أمير البلاد المفدى، في قمة الكويت وغاب عنها قادة دول الحصار، ولم تطرح الأزمة الخليجية على جدول أعمال القمة رغم ما تشكله الأزمة من تهديد لأمن الخليج وعبث بملفات المنطقة واستقرارها. أما فيما تلاها من قمم فقد رأينا كيف يتم التعامل مع الأزمة ومع قطر وكيف يتم التصعيد قبل انعقاد القمم وتكريس الأزمة ولماذا، فهناك في دول الخليج من يقتات على الأزمات ولا يريد لشعوب الخليج إلا الشر. وهناك في الرياض من يحرص على اذكاء الفتنة انطلاقا من عدم الرغبة في حل الأزمة التي يراد لها أن تبقى بلا حل. • لا يعني أن قمة الرياض تم توجيه الدعوة لها عن طريق أمين مجلس التعاون الخليجي وليست كسابقتها من القمة العربية في الرياض والتي تم توجيه الدعوة لها عن طريق الأمانة العامة للجامعة العربية عبر مندوب قطر الدائم في الجامعة العربية، لا يعني ذلك أن تغيراً طرأ على موقف دول الحصار تجاه الأزمة الخليجية، فيكفي أن نسأل أمين التعاون عن الكيفية التي أتى بها إلى قطر لتوصيل الدعوة إلى القمة الخليجية، وهل قدم بطائرته مباشرة من الرياض إلى الدوحة أم عن طريق عاصمة خليجية أخرى ؟ ولماذا لم يصاحب الدعوة قرار برفع الحظر المفروض على الخطوط القطرية وتسيير الرحلات المباشرة بين الدوحة وعواصم الحصار والسماح للشعوب الخليجية بالتعبير عن فرحتها برفع الحظر عن الشعب القطري في السفر من وإلى الدوحة مباشرة، كخطوة تبدي حسن النية إذا هي حريصة بالفعل على وحدة الشعوب الخليجية وتتطلع إلى تحقيق ما تصبو إليه شعوب المنطقة ؟ • لكن شيئا من ذلك لم يتحقق فلا زال الحظر مفروضا ولا يزال التهكم هو المسموح به عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعليقا على زيارة الزياني للدوحة والتهكم على تمنيات البعض بأن تشكل بادرة لرفع الحصار، فإذا بردود لا تحمل إلا الضغينة تدعي أن الدعوة بروتوكولية وليست إلا لرفع العتب، ولا يزال الإزدراء معمولا به وسط المنتديات وعلى الجروبات وفي تعليقات المعلقين، ليتقربوا به إلى سلطاتهم ويحصلوا على الحظوة والمكانة، أما ابداء التعاطف فيعرض صاحبه للسجن والغرامة. جرائم ومطالب • هناك جرائم وليست مطالب لدول الحصار يجب التحقيق فيها قبل التفكير في حضور قطر للقمة الخليجية في الرياض فإذا كانت دول الحصار عرضت مطالب فهي ارتكبت جرائم ضد قطر منها: • طرد القطريين المعتمرين من السعودية بمجرد إعلان الحصار في تصرف لم يرتكبه العرب في الجاهلية ولا بعد الإسلام وفي شهر رمضان حيث لم تراع حرمة للزمان ولا للمكان ولا لأخلاق ولا لعادات ولا لأعراف. • إغلاق منفذ سلوى وهو المنفذ البري الوحيد إمعانا في محاولة إيذاء الشعب القطري وتوهما بأن الدوحة ستركع وتغلق الجزيرة مقابل حليب المراعي. وطرد الإبل من مراعيها فلم يسلم منه الإنسان ولا الحيوان من أذى السعودية وأبوظبي. • حرمان الطلبة القطريين من اكمال دراستهم وتوجيه تعليمات حازمة للجامعات برفض الطلبة القطريين أو منحهم ملفاتهم أو مساعدتهم على الانتقال من الجامعة بما يحفظ ما اكتسبوه من سنوات دراسية فكان الهدف الانتقام من كل من هو قطري.  • الخوض في الأعراض الذي رافق فرض الحصار عبر المواقع وعلى الفضائيات والتطاول على الرموز وهو ما لم يألفه المواطن الخليجي على مر التاريخ. • التهكم والسخرية من قطر وشعبها والنظرة باحتقار إلى كل رأي يطرحه قطري أو تعليق بعبارة «ورى الشبك ورى الشبك « وإنتاج أغانٍ وشيلات تبث الكراهية ضد الشعب القطري. وإنتاج أعمال درامية تعزز خطاب الكراهية بُثت في شهر رمضان، ومنها حلقات خاصة كانت موجهة للأطفال. • وسؤال لمن يتباكون على الوحدة الخليجية اليوم ألا يعد شن حملة دعاية ضد قطر واتهامها بالإرهاب وانفاق المليارات فقط للإساءة إلى قطر ألا يضرب الوحدة الخليجية في مقتل ؟ لقد ظللنا سنوات يكفي فيها سفير أي دولة خليجية أن يعبر عن موقف دول الخليج في أي قضية، كأنه يعبر عن كافة دول المجلس، فإذا بالحصار يبدد حلم الخليج وواحدة من أروع الصور الخليجية، ولتبدأ سلسلة من الأعمال القميئة الخسيسة ضد قطر؛ يستصغرها المسؤولون الأجانب وهم يطالعون السعودي أو الإماراتي أو البحريني وهو يسيء إلى قطري. • يستوقف المتابع للقمم الخليجية ما بعد حصار قطر ما تصاحبها من حملات ضد قطر تتصاعد في وسائل إعلام دول الحصار وكأنها تريد الدفع بقطر إلى اتخاذ موقف تنتظره دول الحصار، ولا يفوت المتابع ما تعمدته السعودية وأبوظبي أثناء قمة الكويت من إعلان عن تحالف ثنائي سعودي إماراتي وهو ما يعني أنهم يرفضون المنظومة الخليجية ويسعون إلى تحويلها لمكتب لمصالحهم الخاصة.  • القمة الخليجية لن تقدم ولن تؤخر؛ فالمنظومة الخليجية باتت معطلة وإنجازاتها يبددها المنوط به إدارة دفة الأمانة العامة، وأيا كان مستوى مشاركة دولة قطر فهي حريصة على إنجاح منظومة مجلس التعاون الخليجي، فما يجمع الشعوب الخليجية سعت دول الحصار لبعثرته وتبديده، بخلقها أزمة إنسانية اجتماعية داخل منظومة مجلس التعاون، ولا زال هذا ديدنها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، لكن قطر لهم بالمرصاد ولن ينالوا من سيادتها الوطنية وكرامتها الوطنية. [email protected]