19 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تعبثوا برياض قطر

09 ديسمبر 2018

لقد من الله علينا هذا العام بأمطار الخير التي أسعدتنا كلنا واخضرت الأرض بأمر ربها وظهرت النباتات البرية التي طالما افتقدناها منذ زمن ولم نتذوق طعمها من الحوا والملبو والحميض والجراوة التي يستمتع بها المواطن بجانب الفقع الذي يحتاج الى البحث الدقيق تحت شجرة الرقروق، وقد امتلأت الروض بهذه النباتات وأصبح بر قطر بساطا اخضر يسر النفس والبصر، وأصبح الخير في كل مكان، الامر الذي يستحق الشكر وحمد رب العالمين على هذه النعمة التي نعيشها هذه الأيام، حيث خرج الجميع للاستمتاع بالطبيعة التي خلقها الله عز وجل ولكن وهنا تكمن المشكلة عندما يأتي أعداء الجمال والطبيعة الخضراء بسياراتهم المدمرة الكبيرة التي تحدث أخاديد في الارض وتجرحها بجراح من الصعب ان تلتئم وتقتل النباتات الخضراء دون رحمة ولا شفقة وتختار الروض الأكثر اخضراراً لتمارس عليها ألعابها الشيطانية وكأنها تلهو على حلبة سباق سيارات، بل تعدى الامر ذلك ليبدأ البعض في قطع الأشجار من جذورها ويتخذونها حطبا لإيقاد نارهم وهم بذلك يشعروننا أنهم يقطعون شرايين قلوبنا لان هذه الأشجار كائنات حية تشعر وكل ورقة تسبح باسم الله العظيم،وإذا ما أرادوا الاستمتاع وذهبوا للبر وأكلوا وشربوا واستمتعوا بكل أنواع اللعب في تلك الرياض الجميلة تركوا فضلاتهم من الأطعمة وعلب المياه البلاستيكية والعصائر على الارض ناهيك عن الأوراق وكل ما تبقى من الطعام وغادروا المكان ولم يكلفوا أنفسهم حتى أن يجمعوها في أكياس !! إن هؤلاء لا شك أنه ليس لديهم أدنى احساس بالمسئولية تجاه وطنهم وهم الذين قد ينفقون الكثير من أجل الاحتفال باليوم الوطني ويتغنون بالأناشيد الوطنية التي تشيد بالوطن وحب الوطن والولاء للوطن ووفدائه وهم لا يدركون ماذا يعنى هذا الوطن وحبه،فهذا الحب ليس بكل مظاهر الاحتفال ولكن بأن احافظ على مقدرات الوطن وخيراته دون تبديد ولا تخريب، فالأرض التي تسير عليها السيارات تحتاج لسنوات لتعيد اليها عافيتها كما قال أحد الخبراء فكيف تهون عليه قطعة أرض من وطنه مخضرة يدوس عليها بسيارته أو يقطع شجرة في البر؟!! نعم حب الوطن غير حبه في أن نحب كل جزء فيه ونحافظ على البيئة الذي ينشط محبي الوطن الحقيقيين في خدمتها والمحافظة على نظافتها ومقدراتها الطبيعية وأشجارها ومياهها ويقدمون الخدمة التطوعية للمحافظة عليها من كل ما قد يضرها ويلوثها، بل يحاولون أن يجعلوا أرضها مخضرة دائما عفية وصحية، فهؤلاء ولاؤهم للوطن وانتماؤهم حقيقي وصادق لا يحتاج الى أنشودة او علم يعلق على بيت او سارية أو مسيرة في اليوم الوطني فكل هذه مجرد مظاهر تعبيرية نأمل أن يكون كل من يقوم بها يدرك معنى الوطن فهو في القلب دائما،فرحمة بالأرض والرياض الخضراء، أبعدوا عنها مركباتكم واستمتعوا بها بلا أي خراب ولا عبث فيها.