12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن ما حدث في منفذ زرباطية الحدودي بين العراق وإيران، أمرا مستغربا، إذ لم يكن الأول ولن يكون الأخير. خلال زيارة الأربعين في الأسابيع الماضية، تدفق إلى العراق من إيران عبر ذلك المعبر، ما يقارب 3 ملايين زائر، نصف مليون منهم دخلوا بصورة غير شرعية ومن دون تأشيرات!.لم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد تكررت خلال الأعوام الماضية حوادث شبيهة، تمثلت باقتحام الإيرانيين الحدود العراقية، بكل سهولة ويسر، فلا جوازات ولا تأشيرات ولا هم يحزنون. تلك الاقتحامات المتكررة تأتي في الوقت الذي منعت فيه السلطات العراقية أهالي الأنبار من الدخول إلى بغداد دون كفيل، بينما الإيرانيون يدخلون دون تأشيرات، بل يتنقلون بين المدن العراقية وكأنهم هم السكان الأصليون، وكل ذلك تحت سمع وبصر – إن لم يكن تشجيع - العبادي وقبله المالكي!.الأمر الغريب في تلك القضية، هو السيادة التي لم تعد تؤرق الحكومة العراقية، خاصة مع الإيرانيين، الذين باتوا يُكدَّسون في المحافظات العراقية السنية، بعد تهجير أهلها من قبل جيش الحشد الشعبي "جحش".الحكومة العراقية التي احتجت على دخول قوات تركية لمحافظة نينوى واعتبرته خرقا خطيرا، هي نفسها التي تعاملت ببرود عجيب مع اختراق سيادي وأمني وحدودي، تمثل في تهجير مواطنيها العراقيين واستبدالهم بإيرانيين في كافة المحافظات العراقية السنية.الإيرانيون لم ينسوا يوما أن المدائن كانت عاصمة الفرس، وكم أعلنوها من قبل بأن العراق لابد أن يعود لهم، وكذلك يفعلون.التجربة الإيرانية في العراق، من المرجح أن تتكرر في مواقع أخرى مثل الكويت، وقد سمعنا من قبل عن إمكانية تنفيذ مخطط شبيه، عبر إنزال حشود مشابهة في الفاو أو في مناطق حدودية أخرى!.الاقتحامات الإيرانية مع تكرار استفزازاتها، تسير وفق خطة إغراق المناطق بحشود بشرية يتم التحكم فيها عن بعد، خاصة مع وجود انهيار واستسلام تامين في الحكومة العراقية المعيّنة أصلا برضا إيراني.بعض القراءات السياسية تتحدث بأن حكومة العبادي ستطلب رسميا من إيران التدخل المباشر في صراعها مع "داعش"، وأنها بالفعل قد بدأت تمهد لذلك الدور الذي إن حدث فسوف يتسبب باشتعال العراق، كونه سيكون محضنا لكل عمليات القتل والتصفيات والانتقام.ذلك العراق الذي كان البعض عندنا يعتبره نموذجا رائدا في المنطقة، شاهدنا كيف دمره الاحتلال، وأنهكته الخيانات والمؤامرات الطائفية، التي لم تبدأ بالتواطؤ مع جيش الاحتلال الأمريكي، ويبدو أنها لن تنتهي مع الاحتلال الإيراني!.