17 سبتمبر 2025

تسجيل

شعب الخليج والقادة وقمة الدوحة

09 ديسمبر 2014

من قطر أرض الخير والسلام، ومن دولة يحكمها رجال ينتصرون للحق وبه ينتصرون، تزهو أكاليل الفرح وترفرف أعلام الأشقاء في دوحة المحبة والإخاء، ترسم بلوحة بهية زاهية، ترحيبا بقادة دول خليجنا المعطاء في قمتهم الخامسة والثلاثين من عمر مجلس التعاون الخليجي، وكلنا يعايش ما يحيط بنا من ظروف وما يعترض طريقنا من تحديات يجب أن نتصدى لها بشجاعة وتلاحم بين القادة والشعب . ويحدونا الأمل مجددا في أن يحقق مجلسنا الخليجي في هذه الدورة بالذات ما لم يتحقق سابقا من آمال وتطلعات مواطني دول الخليج العربي، وهنا لابد لنا من وقفة مصارحة مع قادة مجلسنا الموقرين للتوصل إلى قرارات عملية ما زلنا ننتظر تطبيقها على طريق الوحدة الخليجية المتكاملة، وليس من الإيجابي أن نكرر في كل عام ما سبق أن طالبنا به من طموحات تخصنا كشعب تهيأت له كل أسباب الوحدة والترابط مما لم يتوافر لدى غيره من شعوب العالم بينما تستمر وحدته منقوصة . كنا وما نزال ندعو إلى إنشاء السوق المشتركة وإلغاء الرسوم الجمركية وإعفائنا من إجراءات التنقل والسفر بين دول المجلس، وتوحيد العملة وإصدار بطاقات هوية موحدة والمساواة التامة في توظيف أبناء المجلس بين دولهم الست، و( خلجنة ) الإعلام، وهناك قضايا أخرى لم تعد سرا مكتوما ولعل من أهمها تشكيل قوة عسكرية بجيش موحد القيادة والهدف لمواجهة الأخطار الجسيمة التي تحدق بنا من كل اتجاه . وإن كنا هنا في قطر - بفضل الله ثم حكمة قيادتنا - قد حققنا تقدما كبيرا في مجالات عدة، لكن آمالنا كشعب خليجي واحد تحتم علينا بذل مزيد من الجهود المخلصة، قياسا إلى مسيرة مجلسنا العزيز، ولم يعد مقبولا أن تتكرر ذات البيانات الختامية مع تعديل في الصياغة أو إضافات تنحو بعيدا عن تطلعاتنا استجابة لقوى خارجية وتبدو كأنها بيانات معدة سلفا تزيد من الفجوة بين الشعوب والزعماء !! ولا شك أن ذلك المراد يستدعي رأب الصدع وإصلاح ذات البين وأن يحرص القادة على اتخاذ مواقف قوية وراسخة تبرهن على صدق أقوالهم وخطبهم التاريخية أمام شعوبهم على الصعيدين الإقليمي والدولي .نحن هنا في قطر الخير والمواقف المشرفة، نمد أيدينا إلى قادتنا سائلين الله عز وجل أن يتساموا فوق تباين وجهات النظر، أو بعض ما يثار من خلافات مفتعلة، وأن يكون همهم التعاون مع شعوبهم والعمل بروح الجماعة والمصلحة المشتركة، انطلاقا من ثوابتنا الشرعية والتاريخية والاجتماعية، نحو تجسيد الوحدة الشاملة في كل المجالات .