27 أكتوبر 2025

تسجيل

الأهم على أجندة قمة التعاون

09 ديسمبر 2014

اليوم يلتقي الأشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمتهم الخامسة والثلاثين، والذين سيحلون ضيوفاً أعزاء على أمير دولة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث استعدت الدوحة لهذا الحدث المهم وعيون العالم تترقب ما ستتمخض عنه القمة المباركة في اجواء تحكمها احداث مضطربة واحوال متكهربة تحيط بمنطقتنا المسالمة لتعكير صفو امنها واستقرارها ومحاولة عرقلتها عن مواصلة مسيرة النهضة والتنمية المتصاعدة التي ظهرت الى العالم الخارجي وابهرتهم كونها تنطلق بثقة واقتدار من محيط ضفاف الخليج العربي العريق.التحديات كثيرة وكبيرة وقادة دول المجلس على ثقة بأنهم قادرون على اكمال المسيرة بكل قوة ونشاط ولن يلتفتوا الى الهزات التي تتعرض لها المنطقة بغية التأثير على مسيرتها، ولا ايضا للاضطرابات التي تشهدها مناطق عزيزة في وطننا العربي بكل اتجاهاته، بل وان قادتنا دائما ما يكونون عنصر خير لالتئام الجروح التي تنزف من نسيج الجسد العربي بأحداث مفتعلة كي نظل في اخر الركب وننكفئ على مشاكلنا العديدة التي لن تؤدي إلا الى تأخرنا وتخلفنا والهائنا عن دورنا القيادي في الامة، وهذه العراقيل بالطبع لا يمكن ان تكون عامل هدم لطموحنا ولن تكون وسيلة لصدنا عن دورنا التاريخي تجاه امتنا التي نحن جزء منها.القمة الخليجية في احضان الدوحة اليوم، والمواطن الخليجي ينظر اليها نظرة مختلفة فكل لبنة تضاف الى مسيرة العمل الخليجي هي خطوة محسوبة الى الامام والمستفيد منها بالطبع هذه الاوطان ومواطنوها، ولو سؤلت انا شخصيا عن اهم ما يطالب به المواطن الخليجي عدا العمل المشترك في كل الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، هو الانتقال إلى آفاق أرحب للتكامل والاندماج الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لان هذا الموضوع بات أمام مرحلة حسم تاريخية.وعودة الى التكليف الذي اصدرته القمة الخليجية الثالثة والثلاثون الى لجنة التعاون المالي والاقتصادي بتقديم برامج عملية وفق جداول زمنية للنهوض بهذا الجانب، فان الحاصل ان الحديث قد كثر في الاونة الاخيرة عن مشروع العملة الخليجية الموحدة، الذي يعد الأكثر سخونة وجدلا على طاولة لجنة التعاون المالي والاقتصادي في دول المجلس وتنتظر قمة الدوحة الجارية تقريرا شافيا وافيا من اللجنة لحسم ملف العملة الخليجية الموحدة باعتباره أبرز العوائق التي تواجه مرحلة التكامل والاندماج الاقتصادي بين دول المجلس.مطلب العملة الخليجية الموحدة بات ملحا، وهدفا يتطلب من دول المجلس تحقيقه، ووفق رؤية خبراء الاقتصاد لن يكون هنالك اتحاد خليجي من الناحية المالية دون أن تكون هنالك عملة موحدة، حيث ستجعل هذه العملة من الدول الأعضاء كتلة اقتصادية واحدة، لها ثقلها في مواجهة تكتلات اقتصادية عالمية.لابد من خلق آليات في السياسات النقدية والمالية بين دول المجلس، فبدون سياسات مالية ونقدية متوافقة ومنسجمة لا يمكن تحقيق حلم الوحدة النقدية في دول مجلس التعاون. وسلامتكم