31 أكتوبر 2025

تسجيل

منطقة الخريطيات فوق فيضان قائم !!

09 ديسمبر 2012

لم يكد رب البيت أن يبدأ بناء سكن لأبنائه على الأرض التي اشتراها منذ زمن في منطقة الخريطيات وبنى بيته على جزء منها وخصص الجزء الآخر لبناء سكن لأبنائه الذكور ليضمن مستقبلهم بعد أن يكملوا نصف دينهم، وقد كان سعيداً لذلك، ولكن وآه من هذه الـ (لكن) التي وقفت في حقه وهو يتحدث عما اكتشفه العمال وهم يحفرون لبناء أساس البيت، فقد بدأ الأمر بوجود بقعة صغيرة من الماء لتتوالى البقع ويرتفع منسوب المياه إلى أعلاه، وعندما شاهد ذلك لم تصدق عيناه ما يرى، فالمياه تنبع من بين الصخور وتتزايد لتكون بركة بحجم الأرض، ومن ثم يقف البناء!! ومن أجل معرفة مصدر تلك المياه اضطر إلى أن يخبرها، فإذا هي مياه عذبة، وهذا يعني أنها مياه آبار تحت الأرض مليئة بالمياه الجوفية، ولم يقتصر الأمر على بيت هذا المواطن، بل بدأت صرخات الجيران من تعرض بيوتهم إلى نضح مثل تلك المياه التي دمرت الكثير من ممتلكاتهم وتهددهم بانهيار منازلهم التي بنوها بالغالي والنفيس وذاقوا من ورائها التعب والارهاق، بالإضافة إلى ما يمكن أن يتعرضان له من مشاكل قادمة في السكن، فقد استقروا في تلك المنطقة، وأقاموا فيها بيتاً لسكن العمر وحاولوا ضمان مستقبل أولادهم بشراء مساحات أكبر لهم، وها هم يكتشفون أنهم على سطح فيضان قائم قد يتفجر في أية لحظة، ووقتها لا يعلمون ما سوف يحدث لهم ولكل ما أنفقوه؟ وما مدى الخسائر المالية التي قد يواجهونها بل الأدهى من ذلك عندما يخسرون أرواحهم – لا سمح الله لهم؟ لقد قدموا شكاوى للمسؤولين وتعالت أصوات المواطنين المتضررين من هذا الأمر المؤلم، والذين خسروا الكثير، بل سيتكلفون الأكثر في المستقبل وهم ينتظرون الحل وعسى أن يكون حلاً جذرياً، لا أن تلقى المشكلة على عاتق المواطن الذي لم يستشف ما إذا كانت هناك مياه تحت الأراضي التي اشتراها، وكانت هذه مهمة القائمين على الأمر الذين كان الأجدر بهم قبل أن يمنحوا تلك الأرض أو أن تتاح للبيع قبل أن يتم مسحها والتعرف على ما في باطنها، خاصة بالنسبة للمياه في تلك المناطق التي تعتبر شمالية وتكثر فيها في السابق الأمطار.إن الأمر يحتاج إلى سرعة البت في مثل هذا الأمر، ومساعدة المتضررين وحصر الخسائر وتتبع المشكلة حتى تنتهي قبل أن تحدث الكارثة.