18 سبتمبر 2025
تسجيللم اعتبرت بعض الدول العربية أن أي محاولة لتهجير شعب قطاع غزة من أرضه هو إعلان حرب إسرائيلي ؟! ألم تكن كل هذه المجازر الوحشية المستمرة حتى الآن بحق الآلاف من أهل غزة لا سيما أهداف إسرائيل الصريحة وهم الأطفال أدعى لإعلان النفير من قبل الدول العربية التي رأت أن التهجير يبدو أدعى لذلك ؟! أليست الدماء الغزاوية التي تُسفك بشكل يومي وحرمان الأحياء منهم من اللقمة والماء النظيف ومن الدواء والوقود أسباب أقوى لأن يبقى إعلان الحرب على إسرائيل له مبرراته الأقوى حتى في نظر العالم لا سيما الشعوب الغربية والإفريقية غير العربية ممن تسأل عن وضع العرب وجزء من منظومتهم العربية يُستباح بهذا الشكل الإرهابي والنازي الفاشي ؟! فانا أكتب الآن ومجزرة حي الشجاعية يٌقصف وتعجز سيارات الإسعاف المهترئة عن الوصول له لإنقاذ من يمكن أن يكون لا يزال حيا يرزق وانتشال جثامين الشهداء الذين يقتربون من 11,000 شهيد خلال شهر واحد ناهيكم عما ما زالت رفاته تحت الركام والأنقاض الثقيلة التي لم تستطع أيديهم إزالتها عنها فهل كل هذا لا يتطلب نفيرا يا عرب ؟! فليس التهجير من يقتل غزة وإنما تخاذلكم من ضاعف كل هذا فحتى المساعدات لا يمكن أن تدخل بالصورة والكمية المطلوبة دون أن يكون لإسرائيل رأي وتحكم بكل هذا رغم أن معبر رفح مصري فلسطيني ولكن في هذه الظروف من يدير الدفة كاملة هي إسرائيل بلا حول للعرب ولا قوة حتى على إدخال قنينة ماء صالحة للشرب رغم معرفة كل العرب بأن شمال غزة لم تصلها أي مساعدة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي ولذا يبدو الأمر كارثيا جدا وصعبا جدا لما يزيد عن 900,000 فلسطيني يتكدسون في الشمال وقد لا يلقون غدا حتى كسرة خبز ليأكلوها لا سيما بعد أن دعا متحدث وزارة الداخلية الفلسطينية إلى تقاسم اللقمة وشربة الماء بعد شح الأكل والشرب في القطاع فهل يعقل يا عرب إننا نعيش تخمة وفائض طعامنا إلى القمامات بينما أهل غزة يتوسلون اللقمة من بين الركام للبحث عن الطعام بين أنقاض الدور المهدمة ؟!. خذلناهم ونخذلهم ومستمرون في هذا الخذلان المخزي ولا يمكن تقدير أي مجهود رغم الدعوات والمباحثات والقمم والاجتماعات مادام الواقع يقول إن المجازر الوحشية مستمرة على مدار اليوم ولا نجد هدوءا يجعل أهل غزة يلتقطون أنفاسهم للبحث حتى على شهدائهم بين الأنقاض والبيوت والمساكن المدمرة على رؤوس أصحابها فالقصف يطالهم حتى وإن سرق النوم أجفانهم المثقلة فينامون بعدها للأبد وكلنا رأينا تلك المشاهد المؤلمة لأطفال مصابين يرتجفون خوفا وهلعا لأنهم استيقظوا على قصف وأسقف تنهار عليهم ولكن أخرجهم الله بإصابات بينما لا بد أن يكون هناك عدد أكبر من الشهداء والقلوب الحزينة والصيحات التي تنطلق من أفئدة محترقة وتتبعها كلمة الحمدلله ذلك الإيمان الذي تعجب منه العالم رغم كل مرارة الحرمان والفقد والجزع والدمار والجوع والعطش والحصار والقصف الذي يهدد كل شبر في غزة فلم تعد المساجد ولا الكنائس آمنة ولا المستشفيات آمنة ولا الشوارع آمنة ولا مراكز الإيواء الأممية لوكالة الأونروا آمنة ولا المدارس آمنة ولا مكان ترى الطائرات الإسرائيلية أنه في نفس يأخذ شهيقا وزفيرا إلا ويكون القصف مآله فإلى متى ؟! والله إنني أسأل ودموعنا تنسكب على حال أطفال غزة وأهلها إلى متى يستمر سلسال الدم مستمرا دون أي تقدم من أي جهود عربية وغير عربية ؟! فهل تنتظرون الإبادة الكاملة التي بدأتها إسرائيل منذ ما يزيد عن شهر ؟! إن كنتم تنتظرونها فإنها ماضية وحينها بالطبع لن يكون هناك تهجير ليكون هناك إعلان حرب لا سمح الله !