31 أكتوبر 2025

تسجيل

أهل غزة هم كذلك..

09 نوفمبر 2023

عندما نتحدث عن الكرامة والعزة والصبر.. والرجولة.. وعندما نتحدث عن الظلم وألم الفقد والقهر والوجع والشوق، وعندما نبحث في مصطلحات الكرامة والعزة والقوة والشهامة ومفرداتها في قواميس اللغة العربية وفي معاجم اللغات العالمية نجد أن كل تلك المفردات والمعاني تلازم وترافق وأديم في أهل غزة وشموخهم.. رجالا ونساء وشيوخا واطفالا.. وحتى الحجر والشجر والكائنات الحية.. يصلها كل تلك المعاني لتخبر العالم أن غزة غير.. غزة تقف وتواجه ولا مكان لمفردة الخوف في قواميسهم، غزة وشعبها تمضي ولا تقع، تواجه ولا تنكسر، تمضي ولا تتراجع، ولا تتردد ولا تبحث عن منفذ للهروب ولا تخذل اجيالا ضحت وفدت بأرواحها في سبيل الكرامة وفي سبيل تحرير أرض فلسطين ومقدساتها من هذا العدو الغاشم والظالم.. أمام مرأى العالم وصمته وخذلانه لهم!! قضية وحق ودفاع عن أرض وبحر وسماء من هذا العدو وقصفه وتخبطه وهمجيته التي لم ولن يستطيعوا أن يمنعوا وصول الصور والحقائق للعالم. أمام اتساع الاعلام والقنوات الشريفة والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بما يمارسه الكيان الصهيوني من حرب إبادة لهذا الشعب. أمام كل ذلك تجتمع الإرادة والقوة وتتوحد في إرادة الشعب الفلسطيني وأهل غزة واستمرار مقاومتهم وصبرهم وصمودهم في مواجهة همجية وجيش وقصف الاحتلال الغاشم. قضية أهل غزة وما يصيبهم وما يخلفه من آلاف الشهداء من مختلف الاعمار من مدنيين أبرياء، ومن تدمير للمستشفيات والمدارس، وممارسة عشوائية منظمة ومخططة ومدعومة من عدة دول من دول العالم الصامت.. لإبادة هذا الشعب من أن يكون له كيان وحضور وأرض ووطن وكرامة شامخة.. الكرامة الإنسانية جزء أصيل من حقوق الإنسان، فهي تمنح الانسان العزة والاحترام لإنسانيته، وتنادي المنظمات العالمية وتصرخ ليلا ونهارا في الدفاع عن حقوق الحيوانات وقتلهم واستغلال جلودهم في تصميم الحقائب والملابس الثمينة.. وعندما تأتي المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أمام ما يتعرض له اهل غزة من إبادة جماعية أمام مرأى العالم.. فإن حقوق الإنسان لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم!!! صم بكم عمي...!! ما الذي يقلل من كرامة الإنسان؟ وما الذي ينتقص ويسلب حقوقه؟ أمام القتل والتدمير والصواريخ؟ وأمام تدمير المستشفيات والمساكن؟ وتشريد الناس وسيادة دولة الظلم والخوف وفقد مفردات ومعاني الأمان والكرامة الإنسانية؟؟ أين حقوق الإنسان أمام القتل والقصف المستمر وهمجية العداوة والقتل؟ ما يحصل في غزة وما يقدمه هذا الشعب يلقن ويعلم العالم دروسا مجانية وعبر قنوات مفتوحة تعلمهم معنى القوة والصبر والصمود أمام همجية وتكالب وخرس العالم وأخلاق الجبن والإهانة والصمت في العالم الغربي وأمريكا وفي أبناء جلدتنا في الدين والعروبة للأسف! هل لا تزال بعض الحكومات مصرة ومستمرة وتسير قدما في خطط التطبيع ومع من مع عدو ظاهر جاءت آيات تتلى لقيام الساعة في عداوته وحقده الدفين والظاهر.. في قوله تعالى (: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) سورة المائدة:82 وفي قول الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [سورة البقرة:120 آخر جرة قلم: في غزة فقدت الإنسانية معانيها وعمقها ومضمونها، في غزة تختلف معاني الإنسانية وتغيب حقوقها ومعنى الأدوار التي خلقت لأجله. ما كتبه الأديب الشاعر الراحل محمود درويش رحمه الله: « أن شيوخ غزة بلا شيخوخة وأن نساء غزة بلا رغبات وأن أطفال غزة بلا طفولة.» هم كذلك...