19 سبتمبر 2025
تسجيلإعلان سمو الأمير المفدى، عن الشروع في أول انتخابات لمجلس شورى تشريعي منتخب في العام المقبل 2021، بداية جديدة لمرحلة من التفكير، بلا شك لم يعد الحديث عن إمكانية أو احتمال قيام الانتخابات من عدمها، أصبح الأمر ماثلاً للتحقق أو في سبيل التحقق ولي هنا بعض الملاحظات: أولا: يأتي البدء في تنفيذ انتخابات الشورى في 2021، وقد مضى ما يقارب السبعة عشر عاماً منذ تم اعتماد وإصدار الدستور في 2004، فبالتالي يطرح موضوع فاعلية الدستور ومناسبته بشكله الحالي قياساً على التغيرات الكبيرة التي لحقت بالداخل والخارج في شتى الأوضاع. ثانيا: مفاهيم جديدة أوجدها الوضع العربي، فرضت تغيراً ملحوظاً في توجه بناء الدولة العربية خلافاً لما سبق. زيادة الدور الشعبي ومركزيته، مركزية الحاضر على الماضي ونخبه، أولوية كرامة الإنسان، كسر احتكار المعلومة، وبالتالي إسقاط ورقة رابحة في يد أمن الأنظمة وسيطرته على الحياة العامة وعلى خيارات الشعوب، تخلخل منظومة النخبة بشكليها الاجتماعي والحزبي أو سقوطها كما شهدنا ونشهد في السياق المستمر. ثالثا: دور قطر الخارجي سواء العربي أو العالمي اللامسبوق تاريخياً وتأثيرها في جميع مجالات التغيير، تقتضي وجود أو قيام وضع مثالي في الداخل، أو يقترب من المثالي حتى لا ترتبك الصورة. رابعا: التطور النوعي الذي طرأ على المجتمع مادياً ومعنوياً، ازدياد مساحة التعبير في جميع المجالات، دخول وسائل الاتصال الاجتماعي كعامل مهم ومؤثر في تشكيل الرأي العام. خامسا: إخراج المجتمع عن رتابته عن طريق تحفيزه وقد تكون الانتخابات أكبر محفز لذلك عن طريق حسن تنظيمها وإدارتها بشكل يجعلها أكثر تعبيراً وتمثيلاً للمجتمع، وثمة وسائل معروفة في اتباع ذلك. سادسا: مواجهة المواطن مع صندوق الانتخاب له وجهان، الوجه الأول هو الوجه الفج يقابله ويتفاعل معه كجسم يحمل اسما وبطاقة شخصية لا تدل على أكثر من ذلك، الوجه الآخر ويصنعه المجتمع بالتعاون مع السلطة وأشدد على دور السلطة هنا وهو الوجه المدني، يقابله كفكر كمحتوى كقائمة كرأي وتصبح بطاقته الشخصية ثانوية لمجرد الرمز والتمييز بين الأسماء. سابعا: لا تزال هناك فرصة ووقت للشروع في إيجاد المواطن"المحتوى" أو الشروع في إظهاره أو تواجده على الأقل، طبعاً أنا هنا أتكلم عن مجرد الشروع أو التفكير في ذلك؛ لأن الأمر يتطلب البداية، حيث لا محيص عنها خاصة وأن قطر اليوم تحتل مكاناً ملحوظاً وواضحاً ومؤثرا بحيث يجعلها مجالاً للمقارنات مع الآخرين داخلياً وخارجياً. ثامنا: "الشعب يريد إسقاط النظام" هو شعار ثورات الربيع العربي المجهضة، بينما أعتقد أنه من الأجدى تفهم مطلب المشاركة، حيث سيبدو الشعار كالتالي: الشعب يريد مشاركة النظام، وشتان بين الشعارين وبين نتائجهما، فالأول دفعاً لظلم، والثاني مطالبة بحق. وهو ما يسير في سياق قرار إطلاق انتخابات أول مجلس شورى في قطر العام القادم. تاسعا: قرار البدء في الانتخابات دعوة إيجابية وفي مكانها وفي اتساق مع العصر ومتطلباته. نرجوا أن تتم بما يجعل من قطر مثالاً يحتذى في البعد التشريعي بعد أن حققت كثيراً من الإنجازات في البُعد التنظيمي. [email protected]