31 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تعش حالة الإنكار

09 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحد أصدقائي عاطل عن العمل بعد استقالته من وظيفته السابقة، وليس لديه أي مهام أخرى سوى أسرته، لذلك فهو يعيش حالة من فراغ الوقت، ومع ذلك كلما طلب أحد مساعدته في شيء، يعتذر بالانشغال الدائم، وأي مهمة بسيطة لا ينجزها إلا بعد عدة أيام، هذا إن أنجزها، بل ويعتذر عن عدم حضور تجمعات الأصدقاء متعللاً بضيق الوقت وزحمة الطرق، والأغرب من ذلك أنه قد يكون "مشغولا جداً" لدرجة أنه لم يجد وقتاً لإحضار بعض المستندات التي طلبتها إحدى الجهات لتوظيفه. في المقابل، أعرف شخصاً آخر يعمل في وظيفة مرهقة، بالإضافة إلى كونه متطوعا في إحدى المبادرات التطوعية، وفوق ذلك فهو يكمل دراسة الماجستير في المساء، وبالرغم من كل تلك الالتزامات والمشاغل، فهو سريع جداً في إنجاز أي مهمة توكل إليه، ويحضر تجمعات أصدقائه، ويخصص أوقاتاً لأسرته وأبنائه.فيكف استطاع الشخص الثاني التوفيق بين كل هذه الأمور، بينما الشخص الأول لم يجد الوقت الكافي؟بالإضافة إلى كون الشخص الثاني يحسن إدارة وقته ومهامه بكفاءة عالية، إلا أن السبب الأهم أن الأول يعيش حالة من الإنكار، فهو قد لا يحبذ فكرة أن يكون عاطلاً، وقد يخجل من ذلك، فيدفن رأسه في الرمال حتى لا يواجه المشكلة، فيشغل وقته بأمور صغيرة تستنفد وقته كله، فيظن أنه مشغول فعلاً.إنكار المشكلة لا يساعد في حلها، بل حل المشكلة يكون بمواجهتها والسعي لحلها بكافة الطرق. بل ينبغي أيضاً التفكير بطرق للاستفادة من المشكلة، وكما في حالة صديقنا الأول، كان يمكنه استثمار وقت الفراغ في تقوية علاقاته الاجتماعية، وتطوير مهاراته وحضور بعض الدورات أو الحصول على شهادة أكاديمية.لا تدفن رأسك في الرمال، بل واجه العالم، واستفد من مشاكلك بشكل إيجابي.