15 سبتمبر 2025
تسجيلكان خطاب سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بمناسبة افتتاحه لدور الانعقاد العادي الحادي والأربعين لمجلس الشورى جامعا شاملا لكل ما يشغل اهتمامات المواطن القطري على مستوى الداخل تحدث سموه عن شروط وقواعد تحقيق التنمية الشاملة داخليا مركزا على التعليم والصحة والبيئة إزالة التعارض والازدواج في الإدارة العامة للدولة حتى لو أدى ذلك إلى إعادة هيكلة النظام الإداري لها وحض سموه على الارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات العامة ونبه سموه إلى أن الاحتكار بأي شكل كان هو أحد معوقات التقدم والتنمية ودعا إلى اعتماد الاقتصاد التنافسي الذي يودي إلى الازدهار دون إلحاق الضرر بالمواطنين والمقيمين على حد سواء. (2) لقد تناول سموه في خطابة آنف الذكر أهمية المحافظة على استمرارية مجلس التعاون الخليجي والاندفاع بتطويره ليحقق الوحدة بين دوله مشيدا بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله آل سعود الداعية إلى الوحدة على أساس الروابط الأخوية والقواسم المشتركة التي تجمع دول المجلس إلا أن سموه أكد على أن الاتجاه نحو الوحدة الخليجية يتطلب أن تكون على مراحل وأن تكون المرحلة الأولى البدء الفعلي في توحيد العملة الخليجية والتنسيق في قضايا الأمن رافضا حل الخلافات بين دول الإقليم أو دول المجلس عن طريق القوة أن حل تلك الخلافات لا يتأتى إلا بالطرق السلمية بكل محدداتها. إن أمن الخليج العربي وسلامته واستقراره عند الكاتب لن يتحقق إلا بتحقيق العدالة والمساواة والحرية لمواطني كل دولة من دول المجلس وأعمال مفهوم المواطنة كي تكون الرافد الحقيقي لتحقيق الأمن والاستقرار. إن أمن الخليج العربي يرتكز على الأمن والاستقرار في اليمن ولابد لدول مجلس التعاون من الاهتمام بأمن اليمن ووحدته واستقراره وذلك لن يكون إلا بإعادة النظر في الحصانات الكاملة التي منحت للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أقصد تجميد أمواله وأسرته وأنصاره في داخل اليمن وخارجه حتى يستقر اليمن. والجناح الثاني لا من الخليج العربي هو العراق الشقيق وأكد القول أنه لا أمن لخليجنا والعراق ليس بيد وطنية عربية التوجه والممارسة، لن يستقر الأمن عندنا والعراق أسير لدول أجنبية تنهب خيراته وتعبث بسيادته، وحكومة همها الأول تأمين أفرادها بنهب ما تبقى من ثروات العراق. ومحور الارتكاز لامن الخليج العربي إلى جانب اليمن والعراق يأتي الأردن الشقيق الذي لا غنى لنا نحن أهل الخليج عنه فرجاله مشهود لهم بالوفاء أشداء على أعداء أمتنا العربية عند الطلب. فلا يجوز تجاهل دور الأردن عند البحث في أمن الخليج العربي. (3) في الشأن العربي أكد سموه أن لدولة قطر رؤية ليست وليدة الساعة وإنما لها جذور تغوص في أعماق تاريخ قطر "إننا دولة ذات رؤية، ولهذه الحقيقة جذور في تاريخنا ومجتمعنا لقد كانت قطر دائما عربية الانتماء كما كانت كعبة المضيوم " لقد أكد سموه أن دولة قطر ليس لها أجندة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في أي دولة كانت وأكد أن قطر ليس لديها تصور على الإطلاق عما يجب أن يكون عليه نظام الحكم في أي دولة عربية، أن ذلك من شأن شعب كل دولة في اختيار نظام حكمة واختيار قيادته، وكأني به يرد على تلك الأفواه والأقلام المسعورة التي تريد النيل من مكانة قطر بأنها تمالي فيئة على أخرى أو حزب أو جماعة على حزب أو جماعة أخرى في دول ثورات الربيع العربي لوقوف قطر إلى جانب الشعوب العربية المظلومة التي تريد الحرية والكرامة، مؤكداً في ذلك على دور الإعلام القطري المستقل الذي يلاحق الأحداث أينما كانت ليبثها على الناس جميعا دون محباة. إننا لا يمكن أن نسكت عن الضيم الذي يتعرض له الشعب السوري العظيم من قبل حكومته التي لم تتردد في تدمير موروثه الحضاري أن هذا الشعب الذي وقف في كل قضايا أمتنا العربية مواقف مشرفة عبر التاريخ لا يمكن إلا أن نكون إلى جانبه لنيل حريته وحفظ كرامته وقهر أعدائه. لقد أشاد سموه في خطابه بمواقف الدول التي استقبلت جحافل اللاجئين السوريين الفارين من حرب الإبادة التي يشنها بشار الأسد وحكومته على الشعب السوري الشقيق لكنه في الوقت ذاته لم ينس التنبيه والتحذير من مغبة وتبعات ما يتعرض له اللاجئين السوريين في دول الجوار أو غيرها من ممارسات مهينة لا تتناسب والشرف العربي والقيم الأخلاقية والدينية لهذه الأمة. ودعا كل الدول العربية والإسلامية التي اضطر المواطن السوري اللجوء إليها أن يعامل بكرامة وأخلاق عربية إسلامية وعلينا جميعا أن نشعره حين تجبره الظروف على اللجوء إلى هذه الدول بأنه يعيش في وطنه. ولم ينس الشأن الفلسطيني ودعا كعادته إلى وحدة الصف والكلمة لكل القيادات الفلسطينية من أجل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرا وتحمل مآسي الاحتلال وخلافات القيادات الفلسطينية، وكان لمصر في خطابه كلمة الفصل في دور مصر فإن ضعفت ضعف العرب وإن قويت قوي العرب تلك إشارة إلى الداخل المصري بشد العزم والترفع عن خلافات الأطياف السياسية المصرية والعمل جميعا من أجل مصر واستعادة مكانتها بعد أن غيبت أربعين عاما عن دورها التاريخي. آخر القول: كان الخطاب جامعا شاملا معبرا عن كل قضايانا العربية داخليا وخارجيا. حمى الله قطر من كل مكروه وشد من أزر قيادتها الحكيمة لنصرة قضايا أمتنا والانتصار لكل مغبون.