17 سبتمبر 2025
تسجيلالشعور بالوحدة هاجس يعيش مع الإنسان بنسب متفاوته يزداد تأثيره في مرحلة ويخف في مرحلة أخرى وقد يعيش الإنسان غريباً وهو بين أهله ، وربما يتلاشى هذا الشعور وهو بعيد عنهم في ضوء قياس المنسوب من الألفة والمشاركة الوجدانية أو بالأحرى تحقيق الحد الأدنى من هذا المنسوب الخلاق حينما يفيض بصدق العلاقة التفاعلية بين البشر وتجسيد بارع فريد للعوامل المشتركة من ود ورحمة وعطف وحنان وما إلى ذلك من مشاعر إنسانية ببيلة لاتلبث أن تتدفق لتسوق المآثر الخيرة وتصب في نهر عذب اسمه سمو العلاقة حينما يعانق جمال الروح الجانب المضيء في النفس المطمئنه ، هذه الطاقة الفريدة تضخ المزيد والمزيد دون كلل أو ملل بالرغم من سطوة الجانب السئء فيها واستغلال تناقض المشاعراللحظي في الاستحواذ على هذه الطاقه وتعطيلها ، ويتفاوت مستوى الشعور بالوحدة وفقاً للبيئة والظروف المهيئة لتنامي هذا الشعور أو تضاءله طبقاً للعوامل التي تفرض هذه النسبة أو تلك، لاسيما المؤثرات المتنوعة والقادرة على التوغل ومحاكاة الإحساس والعاجزة عن سبر اغوار الروح بمعنى أنه بالرغم من تقلص حيز الشعور بالوحدة شكلاً عبر خضوعه للإرتجال من خلال تطويع مخرجات التقنية واستغلال الطفرة المذهلة في وسائل الاتصال بمعزل عن تفعيل مستوى التوازن بهذا الصدد فإن الشعور بالوحدة سيظل مهيمنا ، وحينما يتأمل الإنسان قدرة المولى عز وجل في تسيير هذا الكون يدرك أهمية التوازن سواء في الفلك والإجرام السماوية والعلوم الطبيعية الأخري والدقة المتناهية بهذا الصدد، أو من خلال أدق التفاصيل المرتبطة بالحياة فيولد الصغير خائفاً مكسواً بهذا الشعور يبكي ولايسكت إلا حينما تحمله بين ذراعيك، هنا يشعر بالمشاركة الوجدانية وفق مؤشر الحس فلو أحضرت له على سبيل المثال آلة تحمله أو تهزه فإنه لن يسكت، وهذا دليل للاستشعار في هذه الناحية والقدرة علي التمييز، في حين ان الإدراك المتزن وفي ضوء المنطلقات التي تحدد الأطر التي تحد من جنوح التفكير وما يخلفه من إرهاق ذهني لاشك في انه سينسحب علي الحالة المعنوية لذا فإن التكيف مع هذا الإطار بمستوى كبير من الثقة والحكمة من الأهمية بمكان لأن القفز علي الإدراك نتيجتة السقوط . هذا القياس المعنوي للشعور بالوحدة نموذج من عدة نماذج تسهم في تنامي هذا الشعور ،ويعد أكثر مناصري هذا الشعور لغة المصالح حينما تفرض أساليبها المختلفة والمختلة في ذات الوقت في حين أن آاثرها لايقف عند مستوى الاحساس بالأمن الفكري والنفسي في ذات الوقت بقدر مايتجاوز هذا الشعور الجميل، لينعكس تلقائياً على المستوى الاقتصادي فالحدة تولد المقاطعة، والجفاء يولد الصراعات النفسية المتشابكة لتلقي بظلالها الكئيبة علي سماحة النفس التي تعاني الأمرين جراء هجر البعض لها، وسطوة الحديد بتقنياته المختلفة علي النمط السلوكي، حتى بات شفرة تدار (بمفاتيح) فطغي التصنع علي التلقائية، وخرج من رحم الشكليات التي لاتعدو عن كونها تحصيل حاصل نتيجة لغياب الاحتكاك الذي يتم عبر الوسائط المختلفة من قنوات الاتصال ، فالعالم يتقارب من الخارج ويتباعد من الداخل، فبدلاً من تسخير سهولة الاتصال تلك وتطويع هذه المنفعة للتقارب، أصبحت وفي كثير من الأحيان وبكل أسف معول هدم يسهم في ردم المساحات الطيبة الجميلة ورهنها (لعدم التفرغ) أو بالأحرى لفراغ القلب من السلامة والتوازن على وجه التحديد ، هذا الخلل في التوازن الكيميائي المضطرب والمربك منشأة الفراغ العاطفي الذي لم تعد التقنية ومصادرها المتعددة، قادرة على تعبئته، فنهم الرغبة لايشبعه إلا القدرة على العطاء المعنوي، الذي لاتقدر على تحقيقه أعتى مخرجات التقنية، لأنها تظل جماداً، مهما تعددت وظائفها وتطورت ولاشك أن مكتشف الأجهزة هوالإنسان الذي يستطيع أيضا تحقيق التناغم والانسجام بين ماتضخه الطاقة الإيجابية الكامنة في النفس وتحويل أثرها من خلال التعبير أو بمعنى أصح ترجمتها في حروف تضيء القلوب وتجلب الاطمئنان للمرسل والمتلقي على حد سواء ، فإذا كنت ترغب في الخروج من الوحدة ، فبادر إلى كسر هذه العزلة بصدق الإحساس وصفاء الفكر والنية السليمة والمشاركة الوجدانية الفاعلة والمتوجه بجمال الروح وزرع البسمة بأية وسيلة كانت فتوحد الهموم يسهم في التخفيف من حدتها وثق بخالق أسباب الوحدة القادر على إزالتها، إنه على كل شيء قدير.