09 سبتمبر 2025

تسجيل

كم أفتقد أخي..

09 أكتوبر 2022

«في الوقت الذي أهلّ فيه الهلال على العالم، رحل هلال عن العالم، لطالما ذكرّتني به الأهلّة، نور حضوره يبهج القلب كهلال رمضان وهلال العام الجديد وهلال العيد، الليل بعدك موحش يا حبيب القلب، طبت وطاب أثرك، ستظلّ ذكراك نوراً في سماء محبّيك إلى يوم يبعثون.» «كنتَ مشغولاً بالأفعال لم تضيّع وقتك بالكلام، لم تلتفت للوراء كأنّك علمت أن عمرك قصير وأمامك إنجازات كالجبال، لحسن حظّنا كان لدينا أنت، كنتَ لدينا ومنحتنا كل الاهتمام والوقت، رغم أنّه لم يكن لديك وقت.» نُشرت هذه الكلمات بُعيد وفاته من أحد محبيه وهم كُثر واليوم أتأملها ويزداد شعوري بحجم الفقد. نعم أفتقدك كثيراً يا هلال. أفتقد إنسانا أحب الخير وفعله رحوماً باراً بوالديه محباً لكل من حوله وترك خلفه الاثر الطيب ولا ينسى من ترك الاثر، وعبارة «الصراع مع المرض» ‏قرأتها كثيراً وشعرت بها قليلاً في نفسي وفي آخرين مقربين مني. ‏ولكني شعرت بوقعها كثيراً أثناء تواجدي بالقرب منه في أيامه الاخيرة فقد كانت المعاناة كبيرة جداً والعجز أكبر، عجز الطب وعجز العلم أمام الألم الشديد والجسد النحيل! عكف رحمه الله وهو على سرير المرض على تجهيز كتاب اسماه « قصتي»وسعدت كثيرا وهو يطلب مني أن أكتب مقدمة الكتاب وقد كان. كان حزن الوطن كبيراً على فقيد الوطن وكانت الجنازة مهيبة حتى أولئك الذين لا يعرفونه !! وهذه أبيات للابن العزيز علي بن محمد الجهام الكواري في رثاء شقيق الروح: ضاق صدر وحن خافق وسال الدمع سال غير لله حكمةٍ.. يوم سن أجالها يا إلهي يا وليي وربي ذو الجلال جعل روح الطيب بجنتك منزالها ما ذكرته غير متبسم وطيب اقبال لو يشيل من الزمن ما يكود جبالها سيرته لو زال في الدار تبقى ما تزال تفخر بها الدار من جالها إلى جالها والله إن مثلك فقيدة علينا يا هلال وتحزن الأجواد من فقد خير رجالها الله يعوض علينا بمقبلة الليال كيف ما تظلم سمانا لا غاب هلالها آخر الكلام.. ما أصعب الرحيل وما أقسى فقد الأخ أراك موجوداً في كل الزوايا وأفتقدك كثيراً يا هلال..