12 سبتمبر 2025

تسجيل

الفرصة الأخيرة.. كيلا تنتصر مشاريع الاستبداد والاحتلال!

09 أكتوبر 2015

أكثر من أيّ وقت مضى يشعر السوريون أنهم قد تركوا وحيدين في مواجهة غير متكافئة، فقد باتوا بصورة رئيسة في مواجهة مباشرة مع أعتى قوتين، الأولى دولية (روسيا) والأخرى إقليمية (إيران)، بعد أن دخلا في احتلال مباشر للأراضي السورية، وعدوان سافر عليها بصورة منسقة جوّا وبّرا، فيما يغيب أشقاؤهم وأصدقاؤهم غيابا كاملا في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة، بكل ما يترتب عليها من تداعيات خطيرة. ومايضاعف من ألمهم وربما إحباطهم أن ماوصل حال بلادهم إليه هو بسبب مماطلة وعجز وهوان هؤلاء الأشقاء والأصدقاء عن نصرتهم، فلاهم استجابوا إلى مطالبهم المتعلقة بدعم ثورتهم وفصائلهم المقاومة بالسلاح النوعي لإسقاط النظام الذي واجه ثورتهم السلمية بالرصاص، ثم بالقصف من الجو، خصوصا أن مثل الدعم كان بإمكانه أن يحدث أثرا واضحا ويقلب الموازين في البدايات، ولاهم أخذوا زمام المبادرة فقاموا بإنشاء تحالف عربي كما حدث لإنقاذ اليمن من الحوثيين، أو تحالف كان الإمكان أن يتشكل بين السعودية وتركيا، على اعتبار أنّهما يجتمعان على وجوب رحيل الأسد، خصوصا أن تركيا دولة مجاورة لسوريا، ولا هم عملوا وتمكّنوا من التخفيف من معاناة الشعب السوري، من خلال إقامة منطقة عازلة كان بإمكانها أن تقلل من حجم الضحايا المدنيين وموجات اللجوء خارج البلاد. يتذكر الشعب السوري كيف تراجع الأصدقاء والأشقاء عن وعود حاسمة وقاطعة أطلقوها بمهاجمة الأسد ووضع حد لجرائمه، لكن سرعان ما انسحبوا من وعودهم، فأوباما لم يفعل شيئا بعد إدانة النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي، باعتباره خطا أحمر، رغم وتيرة تهديداته المرتفعة، وأردوغان لم بفعل شيئا بعد ضرب مدينة حماة، رغم أنه اعتبرها خطا أحمر أيضا. في المقابل كان النظام السوري طيلة السنوات الأربع الماضية يواصل جرائمه ويوغل فيها، ويتواصل الدعم الإيراني وتدفق المليشيات الشيعية التابعة له في المنطقة كحزب الله ومليشيات العباس العراقية للقتال إلى جانب قوات الجيش النظامي، دون أن يقوم الأشقاء والأصدقاء بأي فعل مواز أو مقارب لنصرة الشعب السوري. الوقاية خير من العلاج ما من شك..ولكن لن نتوقّف كثيرا عند الماضي، فما فات مات، ولكن عودا على بدء..هل يمكن التحرك الآن لعمل شيء لإنقاذ سوريا التي باتت تحت قبضة المعتدين والمحتلين؟، وهل يمكن إنقاذ ما تبقى من الشعب السوري قبل أن يفوت الأوان؟ على طريقة أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي، أم أن المواقف ستبقى كما هي، ويترك الروس والإيرانيون لمواصلة تنفيذ مخططاتهم دون فرملة أو إعاقة. مما يساعد على التحرك أن الأمور باتت واضحة لا لبس فيها، وأن نوايا الروس والتعاون المشترك مع الإيرانيين ليس هدفه داعش بقدر ماهو ضرب المعارضة المسلحة كلها، وإنقاذ راس النظام السوري، وتقاسم الأدوار في هذه المهمة بين الجو (للروس) والبر للإيرانيين وحلفائهم من حزب الله (أعلن الأخير عن قرب حملة يشنها في شمال سوريا مؤخرا)، والتفاهمات الدول الأخرى بمافي ذلك الكيان إسرائيل. أمران لابد من استيعابهما قبل فوات الأوان الأول أن الأطماع التوسعية للمشروعين الإيراني والروسي إذا لم يواجها بحاجز صد، لن يتوقفا عند سوريا بل سيطالان دولا أخرى في المنطقة على طريقة القضم المتدرج، والآخر أن الشعب السوري لايقاتل دفاعا عن ذاته فقط بل نيابة عن الأمة، لأنه قَدَره أن يكون في خط المواجهة الأولى في مواجهة الاستبداد والمشاريع العدوانية القذرة، ولأن أمن الأمة كل لايمكن تجزئته. نعرف أن السعودية منشغلة بمواجهة مشروع الحوثيين المدعوم إيرانيا في الدولة المجاورة لها، ونعرف أن تركيا تواجهة حملة شرسة ومؤمرات تريد إضعافها وإضعاف دورها، لكن مع ذلك ينبغي أن لا يشغلهما عن خطر محدق، لأنه وصلنا لمرحلة "نكون أو لا نكون ".لا يشترط المواجهة المباشرة مع الروس والإيرانيين في الميدان وجها لوجه، كما في اليمن، ولكن يكفي دعم الثوار على الأرض دعما حقيقيا، كي يستطيعوا على الأقل فرملة وإعاقة هذين المشروعين واستنزاف قوتهما، وهذا الدعم له صور وطرائق متنوعة ليست بخافية..فهل ستتحرك السعودية وتركيا ـ ولن أقول أمريكا والدول الغربية ـ قبل فوات الأوان؟ وهل ستقوم الشعوب العربية والإسلامية بالمؤازرة المطلوبة ضمن هذه الرؤية؟.نأمل ذلك.