17 سبتمبر 2025
تسجيلبعد يوم الاضحى البهيج، وتكبيراته وأضحياته ، يطيب لي تقديم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الاسلامية الكبرى، داعيا المولى عز وجل ان يتقبل من حجاج بيته الحرام وان يكتب لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وتجارة عنده لن تبور، ونحمد الله على عودتهم من الديار المقدسة سالمين غانمين ، وان يتقبل اعمالنا جميعا . وارتحل معكم بين قديم الزمان وحديثه ، فيما تناقله الرواة وسارت به الركبان، حيث انقل اليكم بسند متصل عن الدكتور الفاضل محمد صالح الشيب، عن شيخنا الدكتور محمد عياش الكبيسي، عن الاصمعي بسند منقطع ومتن مقبول ، قال: حدثني الاصمعي قال: نسمع عن اقوام ولم نرهم يتبادلون في الاعياد شيئا يقال له (مسج) قلت: يرحمك الله وما المسج؟! قال: لم اجدها في دواوين العرب، ولعلها مصحفة عن ( مزج ) حيث انهم يقومون بمزج العود والعنبر والمسك وبعض الزيوت النافعة، ويرسلونها الى احبابهم على اجنحة طير غريبة لا يحضرني اسمها، لكني سمعتهم يقولون: واتساب.. واتساب.. هكذا !! ولا اعرف لها اشتقاقا في اللغة. قلت يرحمك الله: وهل تغنيهم هذه المجالسة والمسامرة؟. قال: لا اظنها تغني، لكنهم يسلون بها انفسهم ويخففون بها من غربتهم، وقد جاء في المستطرف ان منهم من يدهن بها حرقة الغربة او يلفها على جرح الفرقة، فتهدأ آلامهم الى حين، ولم يجربها أحد من بني قومنا. والله اعلم . وبعد ما نقلته عن الاصمعي — رحمه الله — بسند منقطع، ومتن مقبول، اسمحوا لي ان اتقدم بالشكر لكل من اهداني (مسجا) أو نوى ذلك في قلبه، واسأله تعالى ان يتقبل منا ومنهم. وان يخفف من جراحاتنا الغائرة في اليمن والشام والعراق ، وان يعيده علينا بالنصر والتمكين وكل عام وانتم بخير . قلت ناقلا اليكم ما تقدم عبر رسالة (واتس آب )، وهذا لعمري من بديع صياغة وجميل عبارة اصحابنا المذكورين اعلاه، ومن غريب الاشتقاق وظريف الاستباق، ونحن نضيف للقائمة فلسطين ومصر، وغيرها من بلاد المسلمين، ونعوذ بالله من عواقب التواطؤ والخذلان. من درر الأدباء: اخترت لكم من نوادر ما يهدى دررا تحكى وعبرا تروى مما حفلت به مؤلفات فقيه الادباء واديب الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي — يرحمه الله — اذ يقول: حروفنا اصبحت تحتاج الى محام ؛ نحن ننطقها ببراءة وغيرنا يفهمها بخبث!. وفي درة اخرى يقول: يخطئون ثم يرددون الدنيا تغيرت، الدنيا لم تتغير يا اصدقاء لانها ليست بعاقل حتى تدرك وتتغير، القلوب والاخلاق والنفوس والمبادئ هي التي تغيرت. ومن عميق العظات يقول: ما اجمل كبار السن يداهمهم النسيان في كل شيء، ما عدا ذكر الله!. وهذه ايضا نقلتها اليكم من رسائل ما يسمى واتس آب. فهلا تحرينا ما نرسله او ننقله عبر هذا الوسيط العصري ؛ ليكون شاهدا لنا بالخير والصلاح في الدنيا والآخرة؟ . والى ان القاكم في مقال قادم بإذن الله — اطرح بين ايديكم سؤالا ، انتظر اجابته: هل احسنا تقديم عيدنا كما اراد لنا ربنا لنكون خير امة علما وحضارة واخلاقا. وما الواجب علينا في ذلك؟. وفي امان الله.