14 سبتمبر 2025

تسجيل

المسيحيون العرب ومنهج التخويف

09 أكتوبر 2012

الأمة العربية تتعرض لأبشع أنواع الحروب ــ اقتصادية، إعلامية، نفسية، عسكرية، طائفية، دينية....الخ ـــ ثم أضيف إلى تلك الحروب حرب أخرى هي حرب تخويف المسيحيين العرب من المسلمين شركائهم في الوطن والتاريخ والمصير عندما احتلت العراق عام 2003 تعرض المسيحيون من أهل العراق لاضطهاد من قبل فئات لا يعلم أهل العراق من أين أتت تلك الفئات، ثم تعرضت دور العبادة المسيحية هناك للتخريب وترويع العابدين من أتباع تلك الكنائس، ثم بدأت فكرة النزوح والهجرة إلى خارج العراق ولاقت تشجيعا من أطراف متعددة، وعندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقطاع عام 1967 قامت بتشجيع المسيحيين الفلسطينيين للهجرة إلى خارج فلسطين حماية لهم من المسلمين كما يدعون، وقامت القوى الصهيونية بمضايقة وملاحقة وإرهاب كل بيت مسيحي في القدس وأماكن أخرى من فلسطين الأمر الذي دعا بعضهم للهجرة خوفا على حياتهم. في مصر العزيزة اليوم تجري حركة التخويف ضد أقباط مصر حدث ذلك في عهد حسني مبارك وسمعنا عن حرق الكنائس والاعتداء على بعض المسيحيين من أهل مصر من قبل أشخاص يستخدمهم النظام السياسي في عهد حسني مبارك ليوقع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر من أجل النيل من بعض رموز التيار الإسلامي هناك واتهامهم بأنهم يمثلون حركات إرهابية يجب القضاء عليهم. في لبنان تجري حرب التخويف على قدم وساق بين حين وآخر الأمر الذي دعا الرئيس الأسبق للبنان السيد أمين الجميل قبل عدة أشهر أن يستنجد بأوروبا لحماية المسيحيين في لبنان. (2) يجب أن نعترف جميعنا نحن معشر المسلمين العرب بالدور الذي قام به إخواننا في الوطن والإنسانية من المسيحيين العرب أنهم أول من أسس حركات تحرير الوطن العربي من الاستعمار الأجنبي وكانوا أوائل من تصدى لغزو الإمبراطورية الفارسية لبلاد العرب، وتصدوا مع إخوانهم العرب المسلمين لغزوات الروم، وكانوا في مقدمة المقاومين لحركة التتريك وصون اللغة العربية وأول من قاوم الهجرة الصهيونية إلى فلسطين ونذكر من هؤلاء الرجال السيد نبيل عازوري مسيحي من لبنان، وفي سنة 1908 قامت جمعية الإخاء العربي لمحاربة الصهاينة ومن أعضاء هذه الجمعية من فلسطين حنا القيسي وخليل السكاكيني ونخله زروق وكلهم مسيحيون، كما لعب مسيحيو الشام دورا بارزا في حركة التحرير العربي فأسسوا جمعية العهد وبعدها الحركة القحطانية بمبادرة من السيد أمين كرما مسيحي من حمص. في عام 1899 كان الأب هنري لانسر اليسوعي أول من نبه للخطر الصهيوني وعارض بيع الأراضي لليهود وحدث ولا حرج عن دور الموارنة في لبنان فهم أول من حافظ على اللغة العربية من الاندثار تحت هجمة التتريك إبان العصر العثماني وكان دورهم دفاعا عن عروبة بلاد الشام مشهودا له، واذكر أن أول استشهادي في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، كان ضابطا مسيحيا من سورية الحبيبة اسمه جول جمال دفاعا عن مصر العربية. ولا أستثني دور أقباط مصر في الدفاع عن أمتنا العربية وأسهموا في تحرير مصر من كل الغزاة الأوروبيين. إننا جميعا يجب أن نتصدى بالحكمة والموعظة الحسنة لكل من يحاول المساس بالمسيحيين العرب من أي ملة كانت وعلينا نحن المسلمين واجب حمايتهم وأن نحافظ على العهد الذي بيننا منذ فجر الإسلام. إن موقف الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية كان موفقا عندما قال في خطابه في ذكر السادس من أكتوبر ما معناه " أن أي اعتداء على أي فرد من أقباط مصر فإنه يعتبره اعتداء عليه شخصيا " إن زيارة الرئيس محمد مرسي لمنطقة شمال سينا من أهم أهداف تلك الزيارة هي طمأنة أقباط تلك المنطقة على حياتهم وأملاكهم بعد ما تردد في بعض وسائل الإعلام المصرية إن أقباط تلك المنطقة يتعرضون لعمليات الترحيل قسرا عن أملاكهم من قبل أناس لا يخافون الله. إن مهمة أمن المواطن من أي ملة أو طائفة هي مسؤليتنا جميعا نحن المواطنين وتحت حماية الدولة نكون جميعنا. (3) من الواجب التنبيه بأن المسلمين في بعض الدول يتعرضون لاضطهاد وتهجير وملاحقة في أوطانهم ومن قبل حكوماتهم في تلك الدول، وكما ندين ذلك الظلم والاضطهاد والتهجير ضد إخواننا المسلمين في الشيشان أو منمار أو غيرها في بعض الدول الأوروبية فإن واجبنا الديني أيضاً إدانة كل معتد على إخواننا في الإنسانية والوطن من المسيحيين أو المذاهب الإسلامية الأخرى. آخر القول: إن أمتنا العربية والإسلامية تتعرض لأبشع صور الإرهاب بحجة ملاحقة الإرهابيين وعلى ذلك فلابد أن نتضامن ونتحد ضد كل من يحاول المس بنا كغيرنا من الأمم بصرف النظر عن انتماءاتنا الدينية أو الطائفية أو العرقية.