10 سبتمبر 2025
تسجيلالحمدلله هدأت الأمور بعض الشيء في قطاع غزة بعد عدوان إسرائيلي وحشي استمر ثلاثة ايام كانت حصيلته 43 شهيدا من الرجال والنساء، بينما كان عدد الأطفال منهم 11 طفلا اغتالتهم صواريخ إسرائيل العمياء التي استهدفت المدنيين في المقام الأول ولم يلقوا في النهاية النصرة التي كانوا يأملونها سواء من العرب أو من الغرب الذي أزعجنا بدعاوى تحضره وتقدمه عنا وانتعاش سياسة حقوق الإنسان فيه فإذا هو غرب ينظر للحقيقة بعين عوراء يرى نصفها المائل إسرائيل بينما تتجاهل العين العمياء ما يمكن أن تشعر بوجوده لصالح الفلسطينيين الذين ما عاد يهمهم أن تهدأ الأمور في قطاعهم أو تُنفذ هدنة ما أو حتى يستمر هذا العدوان طويلا لأنهم يعلمون أن حكومة إسرائيل لا عهد لها ولا ميثاق وقد نقضت كثيرا من الاتفاقيات بسبب غرورها وتعنتها في الالتزام بما يجب التقيد به ولكن تاريخهم يشهد منذ الأزل في عدم إيفائهم بأي وعد ونقضهم لأي عهد وإخلالهم بأي شروط لأي هدنة يكونون هم أحد طرفيها بينما يصبح الفلسطينيون الطرف الآخر، ولذا رأينا كيف يزف الأهالي شهداءهم وكأنهم يزفونهم في عرس لا جنازة وصوت الزغاريد يصدح من هنا وهناك والتكبيرات تجلجل من كل صوب حتى يصل الشهيد إلى مرقده الأخير فيستقبل أهله التهاني لا التعازي فلا تسألوا اليوم عن قيمة الهدنة للفلسطينيين ولا سيما لأهل غزة الذين اعتادوا على أن تنهمر الصواريخ فوق رؤوسهم مثل المطر وعليه بتنا نحن الشعوب العاجزة نسأل هل يستمر هذا الوضع كثيرا؟! فإلى متى يتفجر العدوان على هذا القطاع المحاصر وترتفع حصيلة الشهداء فتقام هدنة لوقف إطلاق النار فتهدأ الأمور لفترة ثم يغدر الإسرائيليون بالقطاع فيشنون عدوانا أشد من الذي قبله وهكذا دون أن تجد تل أبيب من يردعها ويعلمها أبجدية الاتفاق وأصول الهدنة؟! إلى متى يُقتل الفلسطينيون هناك بالرصاص ونموت نحن الشعوب قهرا من ضعفنا وعجزنا من نصرة هؤلاء الذين نشاركهم الدين واللغة والهوية والموقع الجغرافي العربي الممتد على مساحة قارتين؟! فاليوم هدأت الأمور وغدا ينقلب الوضع إلى أسوأ مما كان عليه فهل يستحق شعب غزة كل هذا العذاب؟!. لا أعرف أي وساطات جرت أو دخلت في مسار الحرب على غزة في إيقافها ولكني واثقة بأن نجاح هذه الوساطات كان هدفها في المقام الأول إنقاذ الطرف الأضعف من هذه الحرب وهو بالتأكيد أهل غزة الذين لا يملكون عتادا بحجم إسرائيل ولا حق الرد المناسب بقدر ما يمتلكه الجيش الإسرائيلي من ترسانة حربية متطورة يستخدمها ضد العُزل من هذا الشعب المخيف وأنا أقول إنه مخيف لأنه بالفعل يرعب الإسرائيليين جدا الذين وعلى الرغم من امتلاكهم لكل هذه الأسلحة فإن حجرا في يد طفل فلسطيني يمشي في شوارع تل أبيب قادر على أن يجعل صفارات الإنذار تدوي في أنحائها ولذا لا تخبروني عن قوة إسرائيل حينما تكون القوة الحقيقية في يد شعب فلسطين الذي وإن ذهب منهم عشرات ولدت الأمهات الفلسطينيات لهم مئات يسدون النقص ويكملون ما بدأه السابقون منهم ولكن سوف نظل نقول أين أمة العرب من كل ما يجري في الماضي والحاضر وفي المستقبل في قطاع غزة؟! هل نسي الجميع قضية العرب الأولى كما يتشدق كثيرون بهذا تحت وسم (فلسطين ليست قضيتي) أم أن هذا الوسم يبدو صحيحا باعتبار أن فلسطين قضية الشرفاء فقط؟! وأنا واثقة أنه لن يكون العدوان الأخير على قطاع غزة لكنني واثقة أن الزغاريد لن تتوقف مادامت الشهادة اليوم بات يحظى بها الفلسطينيون فقط فهنيئا لكم بها وليرحم الله ضعفنا!. [email protected] @ebtesam777