شيخ المؤرخين الطبري

هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام أبي جعفر الطبري من قبيلة الأزد ولد في طبرستان في شمال إيران سنة 224 هـ. كان رحمه اللٰه ذا ذكاء خارق، لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صغير، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين. تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته، فاضطهده بعض الحنابلة في بغداد لأنه أغفل في كتابه (اختلاف الفقهاء) ذكر أحمد بن حنبل في حين أنه ذكر كثيرا من الفقهاء أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم. من أشهر كتبه هو تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الرسل والملوك. ومعظم المؤرخين الذين أتوا من بعده ينقلون عنه لأنه يعتبر من أوائل الكتب في تاريخ الإسلام وسير أعلامه. قال عنه الإمام النووي أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل الطبري. وقال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق، وكان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحدا بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحا. يقول المستشرق الألماني فرانز روزنتال في دراسة عن الإمام الطبري أنه رفض العمل في أي منصب حكومي عرض عليه لكي يتفرغ للكتابة والتدريس. رحم اللٰه الإمام الكبير ابن جرير الطبري.