17 سبتمبر 2025

تسجيل

مراتب رؤساء البعثات الدبلوماسية

09 أغسطس 2021

إن المبعوثين الدبلوماسيين ليسوا جميعاً في مرتبة واحدة، وبالتأكيد تتفاوت درجاتهم، وقد أثارت هذه المراتب والمتعلقة برؤساء البعثات كثيرا من المشاكل بين الدول في الماضي، وذلك كله بسبب أن هذا الترتيب أو الأسبقية التي تتم وفقاً لأهمية الدولة، حتى جاءت اتفاقية فيينا عام 1815 م لتضع نهاية لهذه المشاكل، حيث تم الترتيب في أربع مراتب. ثم جاءت بعدها اتفاقية فيينا عام 1916 م لتعتمد على معيار زمني مفاده أن من يأتي يستخدم أولاً First comes first served وهناك اتفاق بين الدول على مرتبة رؤساء بعثاتها الدبلوماسية وقد يتم على مستوى السفراء أو القائمين بالأعمال. - وتصنف البعثات الدبلوماسية في الوقت الحاضر إلى فئتين: أولاً: البعثات الدبلوماسية التقليدية: وتصنف هذه البعثات إلى أربع فئات: 1 ) السفارة (Embassy) وهي أرفع وأرقى البعثات الدبلوماسية وعادة ما يتم اعتماد رئيس هذه البعثة من قبل رئيس الدولة المضيفة إذا صُنف برتبة سفير. انظر المادة (10) من القانون رقم (13) لسنة 2009 بشأن السلكين الدبلوماسي والقنصلي القطري. 2 ) السفارة البابوية (Apostolic delegate) هي بعثة دبلوماسية تمثل الكرسي البابوي لدى إحدى الدول، وهي مقر بما يسمى في العرف الدبلوماسي القاصد الرسولي، ويعتبر كالسفير، وهو رئيس البعثة، ويعتبر عضوا من أعضاء الدرجة الأولى في السلك الدبلوماسي وذلك بموجب إعلان فيينا 1815 م. 3 ) المفوضية (Commissariat) وهي بعثة دبلوماسية من الدرجة الثانية، وعادة ما يرأسها وزير مفوّض ومعتمد من رئيس دولة لدى رئيس دولة، ولديه جميع صلاحيات السفير ولكن يعتبر أقل رتبة من حيث الأسبقية وذلك ما نصت عليه المادة (14) على أن: "ولا يجوز التمييز بين رؤساء البعثات بسبب فئاتهم إلا فيما يتعلق بحق التقدم والمراسم". انظر المادة (13) و(18) من القانون رقم (13) لسنة 2009 بشأن السلكين الدبلوماسي والقنصلي القطري. 4 ) القائم بالأعمال (Apostolic delegate) يقوم بمهماته كممثل للبابا، حيث لا يوجد سفير يمثل البابا. لذلك فإن هذا الترتيب له أثر من ناحية الصدارة والمراسم، وكل مرتبة تسبق المرتبة التي تليها من حيث التقديم في الحفلات والمقابلات الرسمية، وإذا كانت المرتبة بينهم واحدة؟ فإن الأسبقية تكون للأقدمية، ويحتسب موعد التعيين من تاريخ وصول المبعوث الدبلوماسي رسمياً، أو من تاريخ أوراق اعتماده وذلك دون تمييز بين المبعوثين. انظر المادة (14) من القانون رقم (13) لسنة 2009 بشأن السلكين الدبلوماسي والقنصلي القطري. أما في الدول الكاثوليكية فإن العرف جرى على أن يتقدم مبعوث البابا على غيره من رجال السلك الدبلوماسي وقد تم تسجيل هذا العرف من قبل لجنة القانون الدولي. ويجب على كل الدول مراعاة الإجراءات التي تتبع في استقبال رؤساء البعثات الدبلوماسية حسب مراتبهم وجميعهم يتمتع بالحقوق والحصانات والامتيازات. ثانياً: البعثات الدبلوماسية الحديثة: وتنقسم إلى ثلاث فئات: 1 ) المندوب السامي أو المفوضية العليا (High commissioner) هذا المستوى من التمثيل الدبلوماسي يوجد لدى الدول ذات الروابط الخاصة القوية (الكومنولث) ولكن يوجد هناك اختلاف ضئيل بين السفير والمندوب السامي خاصة عند استقلال الدول وعملياً قد يعتبر المندوب السامي سفيرا (عميد السلك الدبلوماسي) وقد لا يقدم أوراق اعتماد في بعض الظروف الثنائية وقوة العلاقة بين دولة وأخرى وعلى سبيل المثال (كندا وبريطانيا). 2 ) المفوضيات لدى المنظمات الدولية: أصبح لزاماً على الدول الأعضاء في المنظمات الدولية أن توفد ممثلين عنها وقد يكون البعض منهم بصفة دائمة وهي من نتائج التنظيم الدولي الحديث مثل منظمة الأمم المتحدة وجانب من الهيئات التابعة لها، وأيضاً هناك بعض من المنظمات الإقليمية والمتخصصة تكون بصفة دورية. 3 ) البعثات الدبلوماسية للمنظمات الدولية لدى الدول: إذا أردنا أن نصنف هذه البعثات فأعتقد بأنها حديثة، وقد تعتمد مثل هذه البعثات لدى الدول الأعضاء في المنظمة وقد تكون أيضاً لدى الدول غير الأعضاء وتجدر الإشارة هنا أنه لا يجوز التمييز بين رؤساء البعثات بسبب فئاتهم إلا فيما يخص حق الأقدمية وأيضاً آداب السلوك، كما أن الفئة التي ينتمي إليها رئيس البعثة الدبلوماسية يتم تحديدها بالاتفاق بين الدولة المرسلة والدولة المضيفة، لذلك يتم ترتيب تقدم رؤساء البعثات الذين ينتمون لفئة واحدة حسب تاريخ وساعة توليهم أعمالهم. خبـير قانـوني [email protected]