14 سبتمبر 2025
تسجيلمتحور دلتا وصل ودخل قطر، لا يبدو هذا الخبر مستعجبا، فجميع دول العالم قد استقبلت فيروس كورونا بجميع متحوراته المعلن عنها، وما يجب أن نتعجب منه هو وصوله إلى قطر متأخرا، وهذا دليل على أن الإجراءات التي تتبعها وزارة الصحة العامة تؤتي أُكلها بصورة صحيحة والحمدلله، ولكن مع هذه الإجراءات فإن التحذير الذي أطلقه الدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كوفيد-19 ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية على حساب الوزارة الموثق في تويتر، من أن أعداد الإصابات يمكن أن تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال الأسابيع الثلاثة القادمة نتيجة دخول متحور دلتا البلاد من خلال عودة الكثير من المسافرين خلال الفترة القادمة بعد انتهاء موسم الإجازات السنوية، وهذا التحذير يجب على الجميع تبنيه بصورة جدية؛ لأنني ما زلت أستغرب جدا أنه ورغم مرور ما يقارب العامين من اكتشاف فيروس كوفيد 19 وتزايد حالات الإصابة لدينا لا تزال جهات الاختصاص الأمنية تحيل أعدادا لا بأس بها من غير الملتزمين سواء بالكمامات أو مسافات التباعد الاجتماعي الآمنة أو حتى تحميل تطبيق احتراز الرسمي الذي يعكس حالة الفرد الصحية بالنسبة لإصابته أو مخالطته لمصابين بفيروس كورونا، أو حتى تعافيه منه أو عدم إصابته مطلقا وكأن هؤلاء لم يتعايشوا مع هذا الفيروس ولم يكونوا معنا حينما كنا نحصي ولا نزال أعداد من يصابون به أو يتعافون أو يموتون منه للأسف، وهذا استهتار ليس بعده أي استهتار ولا يمكن إعطاء أي عذر كان لمثل هؤلاء والذين يتجاوز عددهم إلى المئات بين كل فترة وأخرى، فهل بات هذا مقبولا ونحن نمني النفس في كل مرة يتناقص عدد الإصابات إلى ما دون المائة بأننا بتنا أقرب لأن نعيش حياة طبيعية كما كنا قبل عامين من الآن، وإن كانت الدولة لم تقصر فعلا في منحنا حريتنا كاملة في التنقل والخروج طوال فترة هذه الأزمة التي لم نشهد مثل بقية الدول حظر تجول كاملا، ولا حتى بشكل جزئي، وهذا بحد ذاته إنجاز يجب أن نرفع لوزارتي الصحة والداخلية القبعة على تبنيهما سياسة هادئة ومحكمة للحد من انتشار الفيروس إلى صورة مخيفة يمكن أن تنتج بعدها مضاعفات في الخدمة الصحية التي توفرها الدولة مجانا لجميع سكانها. ولذا يجب أن نتعامل مع تحذير الدكتور الخال وكأن الفيروس قد بدأ للتو بالانتشار ومثل هؤلاء المستهترين الذين يتبنون نظرية المؤامرة السطحية التي يروجون لها في كل منصة ومحفل يجب ان يلقوا ما يردعهم، فهم يؤثرون للأسف على أصحاء لم يتلقوا حتى الآن اللقاح الآمن من الإصابة بالفيروس، وبدأ منهم من يرفض فعليا أخذه لمجرد ترويج مثل هؤلاء لافتراضات واهية يؤمنون بها، والتي لا أساس لها من الصحة مقارنة بأرقام الذين توفوا جراء الإصابة والتي تتعدى حاجز أربعة ملايين شخص حول العالم بأكمله. الدولة تقدم الغالي والنفيس لمنح هذا المجتمع مناعة مجتمعية ضد الفيروس، وأقترح أن يتم التضييق على مثل هذه الفئة الممتنعة عن أخذ اللقاح دون عذر طبي صريح، كما فعلت دول كثيرة خليجية وعربية وأوروبية، بالإضافة إلى دول من القارتين الأمريكتين، فأصحابها يسيرون بيننا مثل القنبلة الموقوتة التي لا تعرف متى توشك على الانفجار الذي لن يضرهم فقط ولكن يمكن أن يذهب ضحيتها من حولهم من كبار السن وأصحاب المناعة القليلة والأمراض المزمنة غير المحصنين. فقد بتنا في وقت لا يتحمل التساهل مع مثلهم، كما إنهم يؤثرون تأثيرا سلبيا على الملتزمين الذين يسيرون على الطريق الصحيح بالاحتراز والوقاية. حمى الله الجميع. @[email protected] @ebtesam777