25 أكتوبر 2025

تسجيل

علّمْ كندا ولا تعلّمْ أمريكا!!

09 أغسطس 2018

أصدرت قطر على الفور، وعبر بيان وزارة خارجيتها، استغرابها من التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني حول الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا، مؤكدة بأن هذه التصريحات لا تعبر عن رأي دولة قطر، وأن ما يجمع بين قطر وكندا أسمى من ذلك بكثير ومبني على علاقات وطيدة تمتد لعقود طويلة بين البلدين الصديقين. تصريح الأمين العام جاء مؤيداً للإجراءات التي اتخذتها السعودية حول إمهال السفير الكندي لديها 24 ساعة للمغادرة إلى بلاده ودعوة السفير السعودي في كندا للتشاور، وذلك رداً على مطالبة وزارة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في الرياض بالإفراج فوراً عن نشطاء المجتمع المدني السعوديين الذين جرى اعتقالهم من قبل السلطات السعودية. موقف قطر كان ثابتاً وواضحاً من خلال التوضيح، بأن ما صرّح به الأمين العام لا يعبّر عن موقفها تجاه أي دولة من الدول الشقيقة أو الصديقة وبأنه لا يملك الصلاحية بالتحدث نيابة عن دول مجلس التعاون، لاسيما إن كان الأمر يتعلق بالعلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ، حيث إنه من غير المعقول أنه عندما تُفسد دولة كالسعودية علاقاتها مع دولة بحجم كندا يُبنى موقف مجلس التعاون الخليجي بناءً على ما قامت به من إجراءات غير مسؤولة. ويبدو أن الزياني يستحق أن نُطلق عليه مسمى "الأمين العام لدول الحصار"، إذ أن الأحداث الماضية تؤكد أن هذا الرجل لا يعمل وفق مواثيق ومبادئ منظمة مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما بعد الأزمة الخليجية عندما أثار صمته استغراب وسخط الشعوب الخليجية من موقفه المخزي تجاه حصار قطر وعدم القيام بدوره المطلوب كأمين عام للمجلس !! ولعلنا شاهدنا جميعاً عدم حضور الزياني إلا في موقفين فقط، الأول عندما أدان الحوثيين في هجومهم الصاروخي الأخير على الأراضي السعودية والثاني أيضاً متعلق بالسعودية عندما جعل نفسه متحدثاً باسم دول مجلس التعاون، مدعياً تأييدها للإجراءات السعودية تجاه كندا، وهو الأمر المخجل للغاية عندما نراه أمام المواقف الفردية الغير مسؤولة كموقف السعودية مع كندا يرفع ويصدح بصوته، بينما نراه صامتاً مطأطئ الرأس أمام المخاطر المحدقة بدول الخليج، وعلى رأسها حصار قطر والظروف التي تهدد انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي.  والغريب فيما حدث بين السعودية وكندا من أزمة جعلت منها الأولى كرة ثلج واستشاطت غضباً ولم تترك شيئاً إلا فعلته، أن الثانية أبدت استغرابها من ردة الفعل الغير مسؤولة، إذ أنه من المنطق وفق الأعراف الدبلوماسية أن تستدعي الخارجية السعودية سفير كندا لديها، وأن تقدم له مذكرة احتجاج ورفض على ما تضمنته تغريدة وزارة خارجية كندا وسفارتها في الرياض، أما أن تختصر طريق الفشل والتخبط في قطع العلاقات مع دولة مهمة ككندا، فهذا يوحي ويؤكد أن بلاد الحرمين يقودها جُهّال ومراهقون !! ومن سوء حظ السعودية أن أزمتها مع كندا فتحت شهية صديقتها الودودة (الحالبة) أمريكا عندما طلبت منها معلومات بشأن عدد من النشطاء المعتقلين في سجونها ودعوتها السلطات السعودية لاحترام الإجراءات القانونية !! ولم نرً أي تصريحات أو إجراءات تجاهها أو حتى عتب على ما تضمنه البيان الأمريكي، فهل سنرى موقفاً صلباً وقاسياً على هذا الموقف أم صم بكي عمي فهم لا يرجعون؟!! فاصلة أخيرة يبدو أن التغريدة التي نشرها حساب انفوجرافيك المدعوم من وزارة الإعلام السعودية، والتي أثنى على محتواها مراراً وتكراراً المستشار دليم سوف تفتح أبواب جهنم على جارة الشر الكبرى ويدعم الصورة التي جعلتها في مصاف الدول الداعمة للإرهاب، والتي لطالما عملت على تحسينها لدى الغرب!!