12 سبتمبر 2025
تسجيلبمزيد من الحزن والأسى فقد الشارع المصري والأمة العربية؛ أحد رموز العلم والعلماء العرب على المستوى العالمي الدكتور أحمد زويل يوم الثلاثاء الموافق 2 ـ 8 ـ 2016 بالولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناة طويلة مع المرض سنوات طويلة، أدت إلى وفاته، وربما كان الخبر صدمة كبيرة لكل الشعوب العربية، التي تعتبره نموذجاً، أضاف للتاريخ العلمي والعربي صورة مشرفة، تعتبر بمثابة نبراس العرب بين سطور العلماء العالميين، بعد سنوات من العلم والإنجاز والعطاء عن عمر ناهز 70 عاما؛ فقد ولد بمدينة دمنهور غرب القاهرة، ودرس بالاسكندرية وانتقل للولايات المتحدة، وحصل على الدكتوراه من جامعه بنسلفانيا فى فيلادلفيا، وكان محاضرا فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) منذ عام 1976، ويعتبر من أشهرالعلماء العرب الذين أحدثوا ثورة علمية فى عالم التكنولوجيا، وأهمها اختراعه لنظام تصوير يعمل باستخدام الليزر، وله القدرة على رصد حركة جزئيات عند نشوئها، وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التى تلتقط فيها صورة، وهى (فيمتو ثانية)، وحصل من خلالها على جائزة نوبل عام 1999 لتوصله لهذه الابتكار العلمي، الذى كان له دور بارز فى علاج العديد من الامراض بسرعة كبيرة، وورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية، التى تضم اهم الشخصيات التى أسهمت فى النهضة الامريكية، وأصبح اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة، باعتباره احد علماء الليزر، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، وبلغ عددها 31 جائزة دولية، واهمها جائزة ماكس بلانك فى ألمانيا، وجائزة الملك فيصل العالمية، وغيرها.. ويليها ما صدر له من المؤلفات والأبحاث العلمية العديدة بالعربية والانجليزية التي تقارب 350 بحثاً، واهمها طريق الى نوبل، وحوار الحضارات وغيرها.. وآخرها إيمانه بأهمية العلم وترسيخ مفاهيمه، وحرصه على الارتقاء به فى موطنه الأم مصر، وتبنى مبادرته بإنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، والهدف منها تطوير المنظومة التعليمية، للنهوض بها، ورغم أنه هاجر لأمريكا فإنه كان يحمل هموم وطنه، وكيفية تطوير المنظومة العلمية والتكنولوجية، ومن زواية اخرى اشتهر بتكرار العديد من المقولات والعبارات الإيجابية التى تعزز الجوانب العلمية والابتكارية لدى الأفراد، في ظل الأوضاع الراهنة، لإيمانه الشديد بها، فترسخت فى أذهان الكثيرين، وأصبحت تردد حتى بعد وفاته، فتجعل كلا منا يكون لديه دوافع علمية وإبداعية، ومنها: أن الغرب ليسوا أذكياء ونحن لا. ولكن هم يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجحين حتى يفشلوا، وأشاد بأن المجتمع له ثلاث دعامات رئيسية؛ وهي العلم والتكنولوجيا والمجتمع، ومن العلم تنشأ التكنولوجيا ومنها تسهم فى تطوير البيئة التى يعيش فيها الانسان، ومنها تحدث عن الإبداع، وأنه لا يمكن أن يبدع الخائفون، وأشار إلى أهمية العقل وقوته، وأنه أشمل من حب القلب، وأضاف إلى أمريكا ما جعلها تتقدم، وذلك من خلال أن الخيال لديها لا يقتل ويتم دعمه وتشجيعه؛ من كل المؤسسات، ولا يخفى علينا دوره الحيوى فى دعم وتقارب الثقافات، ما بين الشرق والغرب وحرصه على بث القيم الدينية والثقافية من خلال حواراته، ولقاءاته العلمية، التى رفعت من شأن الأمة العربية، وكان لها شأن كبير على المستوى العالمي، وخاصة عندما تصدر من شخصية عالمية لها بصمة كبيرة، ومهما تحدثنا عن إنجازاته وعبقريته، فلا يسعفنا الوقت والقلم للحديث عن شخصية عربية؛ عشقت هموم الوطن، ولديه إيمان قوى بأهمية العلم، في رفع شأن المجتمعات وتطويرها، من خلال أبحاثه العلمية، وأضافت للتاريخ المشرف، الذى سجل ودون كل ابتكاراته العلمية، وأصبحت حدثاً في تاريخ العالم وليس المصرى والعربى فقط، ونتمنى أن يتغمد الله فقيد الأمة بواسع رحمته، بقدر ما قدمه للبشرية من علمٍ، ونأمل أن نرى في السنوات المقبلة اجيالاً من سلالة أحمد زويل، للنهوض بالأمة العربية فى ظل التحولات السياسية والاقتصادية الوخيمة، ونستفيد قدر المستطاع من سلسلة أبحاثه وإبداعاته، وتكون انطلاقة للكثير من أجيال الشباب المقبلة، ونحن قادرون على ذلك.