17 سبتمبر 2025

تسجيل

ضع الكأس واسترح!!

09 أغسطس 2015

المتشائمون يرون الحياة منعدمة التوزان، فيعتزلونها ويبتعدون عنها، حين يستسلمون لهذا اليأس ويتخلون عن أحلامهم وطموحاتهم، بينما يراها المتفائل مليئة بالسعادة، فيهنأ بها، ويعتبر كل كبوة فيها، درساً مجانياً، فيتعلم منها، فتزيده قوة ورغبة لتحقيق طموحاته، أي نظرة تحمل أنت للحياة من حولك؟ اِعلم بأن الحياة حولنا مليئة بالمواقف، والعبر، والأحداث الجميلة منها والمؤلمة، واعلم بأن الإنسان مهما بلغ من علم، وذكاء، وتفكير.. لديه قدرة على حمل هذه الهموم، مهما تفاوت حجمها!! واعلم بأنه مهما ابتسمت لنا الحياة، فإنها لاتخلو أبداً من الشدائد والابتلاءات.. وإذا أردنا أن نستمر في رحلتنا في هذه الحياة، فلابد أن نركب مركب الأمل، والرضى والقناعة. في يوم من الأيام كان محاضر يلقي محاضرة، عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه، فرفع كأساً من الماء، وسأل المستمعين: ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟ الإجابات كانت تتراوح بين 50 جم إلى 500 جم، فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس!!! فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس، فلو رفعته لمدة دقيقة، لن يحدث شيء، ولو حملته لمدة ساعة، فسأشعر بألم في يدي، ولكن لو حملته لمدة يوم، فستستدعون سيارة إسعاف، هنا أجاب: إن الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له، زاد وزنه. فلو حملنا مشاكلنا، وأعباء حياتنا، في جميع الأوقات، فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء سيتزايد ثقلها. فما يجب علينا فعله، هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلاً، قبل أن نرفعه مرة أخرى. فيجب علينا أن نضع أعبائنا بين الحين والآخر، لنتمكن من إعادة النشاط، ومواصلة حملها مرة أخرى. فعندما تعود من العمل، يجب أن تضع أعباء ومشاكل العمل، ولا تأخذها معك إلى البيت، (لأنها ستكون بانتظارك غداً، وتستطيع حملها). قال تعالى: "لا تدري لعلّ الله يُحدِثُ بعد ذلك أمراً" هذه الآية قاعدة أخلاقية، وحياتية، مهمة، لنضعها دائماً نصب أعيننا، فهي تمنعنا من التجاوز في اليأس، والغياب والخصومة، لأننا ببساطة لا ندري ماذا سيحدث بعد هذه الهموم، والمشاكل. صوت: أخيراً هي وصية لنفسي، ولكم، من محبة، لا تحمل هموم الدنيا على ظهرك، فقط سلم أمرك لربك، ولا تطلب العون إلا من خالقك.. ودمتم بألف خير.