10 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر ومواقف تُدرس

09 يوليو 2024

هل تعلمون ما الذي أصبح مفقودا اليوم في المواقف العربية من القضايا التي لا تزال معلقة والتي تتزايد أيضا في أجندتنا غير القابلة للطي؟! هو الثبات عليها رسميا وشعبيا ولنأخذ سوريا على سبيل المثال لا الحصر فقضية سوريا والتي تفجرت في نهار شهر مارس عام 2011 بكلمة (ارحل) تعبيرا عن رفض الشعب السوري لاستمرار حكم بشار الأسد سايرت موجة ما سميت آنذاك بثورات (الربيع العربي ) وانتهت بأزمة ومآسٍ حقيقية من تهجير لملايين السوريين في دول الجوار ودول العالم بأسره ناهيكم عن مجازر دامية ارتكبتها قوات الأسد في عدة محافظات وبلدات سورية لاسيما في الشمال ولم يعد سوى دمشق وبعض الضواحي القريبة منها بيد بشار ليحكمها ليأتي دور الدول العربية التي تمايعت بين رافض وموافق ومنكر وداعم أيضا لكل ما جرى في هذا البلد العربي وبشعبه الأعزل البريء الذي يتعرض في الداخل والخارج لمآس فعلية لم يستطع أحد أن يحتوي قضيته ويحل أزمته المتفاقمة سوءا ولذا وقفت دول عربية بجانب الشعب السوري واستشعرت أزمته ومعاناته وجاهرت بمواقفها المؤيدة لمطالبه المشروعة ومن هذه الدول الشجاعة وقفت قطر حتى هذه اللحظة إلى جانب السوريين قلبا وقالبا فصدحت بما عجز الآخرون عن التعبير عنه بقوة وصلابة رغم كل الانتقادات التي كانت ولا زالت تطالها تجاه مواقفها الثابتة من الأزمة السورية وإنها لا يمكنها أن تتغاضى عن كل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري تجاه أطفال ومدنيين لا ناقة لهم في كل ما جرى وحصل ولا جمل ومع هذا ظلت بعض المواقف العربية تتأرجح بين التنديد بهذه الأفعال المشينة والكبيرة لنظام بشار وبين التودد له وإعادة المياه لمجاريها فالتزمت الحياد الذي لا يمكن للشعب السوري إلا أن يراه داعما في صف النظام الذي لم يتوان في تأديب معارضيه وشعبه إلا في استخدام القنابل المسمومة والكيماوي المحرمين دوليا وإنسانيا فخرجت لنا المشاهد المحزنة والتي تقطر ألما وروعا مما فيها من مشاهد الأطفال والجثث وحالات الاختناق المروعة التي لم يشهد لها العالم الحديث من قبل ومع هذا أنكرت بعض العيون العربية ما تراه وساومت غيرها على تبرئة هذا النظام مما ارتكبه ولا يزال يرتكبه في حق الشعب السوري الموسوم بالتهجير والتشريد والفقر واللجوء والشتات حتى هذه اللحظة. بالأمس لم ينس الدكتور بلال تركية القائم بالأعمال لدى السفارة السورية في الدوحة أن يثمن موقف قطر الثابت من قضية بلاده والمرتكز على المبادئ تجاه قضية الشعب السوري ومطالبه المحقة كما جاء في تصريحات السيد عبدالله السويدي سكرتير أول بوزارة الخارجية القطرية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف خلال (الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية والتي أكد من خلالها على أهمية كافة الجهود المبذولة من أجل إنهاء حالة الإفلات من العقاب وضمان مساءلة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت بحق أبناء الشعب السوري وأكد سعادته أن هذا التصريح يشكل امتداداً للموقف الثابت لدولة قطر والداعم للشعب السوري، والساعي إلى إنهاء معاناته المستمرة منذ 13 عاماً وهذه الإشادة إنما ارتكزت على إن الثبات على الموقف هو أمر بات نادرا في وقت أعاد كثيرون حبال الود مع النظام قبل الاقتصاص لكل المجازر والجرائم المرتكبة بحق شعب سوريا وفي وقت تجاوز دور (الشبّيحة) على المقربين من النظام إلى حكومات عربية ودولية رجحت كفة مصالحها على تصالحها مع المواقف الإنسانية للشعب السوري الذي سوف يذكر تلك المواقف إما بكثير من التقدير أو بكثير من التحقير فعلا.