12 سبتمبر 2025

تسجيل

سقطت فلسطين فسقط كل العرب

09 يوليو 2023

(جنين التي لم تولد بعد تُقتل في الرحم) هذه أصدق عبارة يمكن أن تقال لمنطقة جنين الفلسطينية التي لم تزل تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ومع هذا فالعدوان عليها مستمر والعرب أين؟! نعم العرب الذين يدعون مشاركتهم العروبة والدين مع الفلسطينيين الذين يتساقطون ما بين شهيد وجريح ومعتقل بالتنديد والشجب فقط وكأن هذه المهمة التي باتت تنسب لهم هي ما أصبحت سلاحهم المتداول للتناول مع القضية العربية الأولى لهم التي بدأت تسقط من ذاكرتنا ويتم إسقاطها عمدا من عقول وقلوب أجيالنا الصغيرة التي لا تعرف ماذا يعني فلسطين إن سُئلت، فالخريطة بدأت تتغير ومقسمة فإن استعرضها أحدهم وجد اسم (إسرائيل) تتوسط قلب خريطة فلسطين لأننا أنفسنا لم نؤمن بالقضية ليتوارثها هؤلاء بالتبعية والمعرفة والاهتمام. وفي كل يوم يتعرض مخيم فلسطيني أو مدينة أو منطقة أو قطاع بات السلاح جاهزا وبيانات التنديد تصدح من كل برلمان وجامعة عربية لأننا لم نعتد سوى على هذه اللغة التي استصغرها الإسرائيليون والعالم الأوروبي والأمريكي الذي يقف وراء هذا الكيان الغاصب والمحتل واليوم يسقط شهداء جنين الواحد تلو الآخر ومع هذا فالعرب مشغولون برفض كل ما يجري وعجلة التطبيع مع إسرائيل تتسارع فيظهر الشجب بعده على أنه دعوة لوقف (العنف) بين الطرفين فمن المعتدي ومن المعتدى عليه هنا؟! فهل تضاهي حجارة الفلسطينيين بآلة الحرب الإسرائيلية ليدعو بعض العرب للتهدئة بين الطرفين؟! وهل تتساوى قدرات الكر والفر الفلسطينية مع قدرات الدبابات الإسرائيلية والمركبات العسكرية لها التي تلاحق المدنيين إلى كل حجر زاوية من ممرات جنين الضيقة؟!. أفهم كثيرا أن للعرب أجندات ومصالح وعلاقات يودون أن تكبر وتتضاعف وتتحسن وأن السياسة أسوأ لعبة تمارسها الحكومات العربية باقتدار فعلا لكن بالنسبة لنا نحن الشعوب فلا مصالح لدينا يمكن أن نفكر بتحسينها مع (س) أو (ص) من أي دولة وحكومة لأننا شعوب نرى الجرائم الإسرائيلية ونعرف أن الضحية من كل هذا هم الفلسطينيون وحدهم ومن الطبيعي أن نرى أن الدفاع عنهم لا يمكن أن يكون برفض الممارسات - واسمحوا لي أن أتحفظ على كلمة ممارسات - لأنها في الواقع جرائم صريحة لا يجرؤ بعض العرب على وصفها بالمسمى المحدد لها ولا يمكن في هذه الأحوال أن نسمي هذا مجرد ممارسات تُفعل ثم تذهب لحالها لأنها جرائم تخلّف وراءها شهداء وجرحى ودمارا يلحق بالأرض والدار والحقل والممتلكات، لذا لا تتوقعوا من الحكومات العربية أن تضاعف من دورها إزاء القضية إن كانت قد فقدت الشعور تجاهها لأنه وأمام كل هذه الجرائم وسقوط العديد من الشهداء والزج بالشباب والأطفال الفلسطينيين إلى داخل السجون الإسرائيلية ولا يتحرك أي مسؤول عربي لوقف كل هذا فإننا نستطيع أن نقول إننا قد بعنا القضية برمتها لأنه بات يهمنا أكثر أن تتوقف الحرب الروسية الأوكرانية أولا وأن تنجح قمم المناخ ثانيا وتحل مشاكل الاحتباس الحراري ثالثا وغيرها من القضايا التي لا يمكن للعرب حلها لأنه من يعجز عن حل القضايا الأقرب له لا يمكن أن يستعرض قوته في القضايا التي تبعد عنه آلاف الكيلومترات لأجل التقرب من الذين يساندون إسرائيل في طغيانها وجرائمها ضد أشقائنا الفلسطينيين الذين غسلوا أيديهم منا، فلا أمة باتت حاضرة في تعازيهم ولا حكومات منشغلة في حل مصائبهم ولا في قشع غمام الاحتلال عن سمائهم ولا حتى أن تتدخل الحكومات المطبعة معها على فك سجن الآلاف من المعتقلين ظلما في غياهب سجون الاحتلال وإعادتهم إلى أحضان ذويهم الذين فقدوا أي أمل بعودتهم لهم. وعليه إنني أعتذر بصفتي مواطنة عربية فقدت الإيمان بعروبة وإسلام العرب والمسلمين الذين يتحدثون في اجتماعاتهم عن كل شيء إلا أن يقوموا فعلا بما يقع على مسؤوليتهم منذ أكثر من 70 عاما سقطت حينها فلسطين فسقط معها كل العرب!.